الاثنين, 22 أبريل 2013 17:18

حجاج البر

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

المحنة التي نزلت ببعض المطوفين في مواسم الحج الأخيرة وبالأخص موسم الحج الماضي مازال بعض المطوفين يعانى من جرائها بالغ الأضرار حتى اليوم دون أن تعمل وزارة الحج في الموضوع شيئاً يذكر.

وتلك المحنة هي محنة حجاج البر الذين ضاعت مصالح مطوفيهم «بين المخرج. وراعى الباب!! كما يقول المثل العامى عندنا»، والمخرج هنا هو « «الحملدار» الذي أصبح يبيع ويشترى في الحاج ثم يقدمه لمن يرضى بالأقل ثم لا يكتفي بذلك بل يهرب بهذا الأقل عندما يجد الباب مفتوحاً لا يرده راد ولا حتى دوائر الجوازات..

أما راعى الباب فإنه رئاسة المطوفين أو على الأصح بين الرئاسة ومن تسميهم الأمناء وتبعث بهم إلى مناطق السؤال ليتحكموا في مصائر الطائفة بأكملها..

وإذا كان لدى الوزارة برنامج كامل لإصلاح أوضاع المطوفين إصلاحاً جذرياً ومن المتعذر إخراجه في وقت قريب .. إذا كان هذا حقاً ولم تستطع العناصر المنتفعة من أوضاع المطوفين الحالية أن تتسلل إلى الوزارة بوسائلها المعروفة .. فإن في إمكان الوزارة وعلى رأسها وزير واع أن تضع حلاً سريعاً لإيصال ذوى الحقوق إلى ما تبقي من حقوقهم دون مماطلة أو تسويف أو تعلل ثم اتخاذ إجراء أسرع لمنع تكرار ما حدث في الموسم الماضي – ولن يتحقق ذلك إلا إذا..

1- اختار المطوفون من بينهم من يأتمنونهم على حقوقهم ويرتضونهم لمصالحهم – وليس شرطاً أن يكونوا من أعضاء الهيئة لانتدابهم إلى مهمة سؤال حجاج البر .

2- تقطع علاقة الحملدار بالحجاج منذ وصولهم مكة ويتم تسليمهم للمطوف الذي يجب أن يسلموا إليه كغيرهم من حجاج البحر والجو ويكون مسئولاً عن إسكانهم وتنقلاتهم ثم ترحيلهم دون أن يكون «للحملدار» أي تدخل في شئونهم.

وبدون هذا الإجراء ستتكرر المأساة وتضيع مصالح البلاد والمطوفين..

إننا نود بهذه المناسبة أن نسترعى انتباه معالي وزير الحج إلى أن مصالح أكثر من عشرة آلاف أسرة في مكة وجدة يمثلون أسر الطوائف القائمة بخدمة الحجاج من مطوفين ووكلاء وزمازمه وأتباعهم مبددة وضائعة من أجل مصلحة أفراد معدودين لا يزيدون عن عدد الأصابع.

وإن التاريخ سيسأله ماذا عملت لهؤلاء وقد وليت أمرهم أمداً كان يمكنك أن تعمل فيه شيئاً بل شيئاً كثيراً .

إننا نعتقد أن وزيرنا الصديق شاركنا الرأي في أن منصب الوزارة ليس منصباً للتشريف فقط ولكنه سبيل إلى الخدمة الوطنية وأن الوزير الذي يلى الوزارة ثم يودعها – ولو بعد عمر طويل – دون أن يقدم لبلاده وقومه عملاً وطنياً يخلد ذكره على الأيام ، سوف يطويه النسيان، وكأن لم يكن بالأمس وزيراً وما نخال وزيرنا الصديق إلا من العاملين لخدمة بلاده وقومه دون أن تأخذه في ذلك مجاملة صديق أو محاباة رفيق ونسأل الله له التوفيق..

معلومات أضافية

  • العــدد: 1228
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي