تنشيط السياحة في المملكة ودور المواطن السعودي في ذلك والفوائد التي تجنيها البلاد من ذلك.. أمور لا مجال للتشكيك في أهميتها وهى من الأعمال الوطنية التي يجب أن تشجع عليها وزارة الحج وتقدم لها جميع التسهيلات لتحقيقها..
ولكن.. نعم ولكن هل تدرى وزارة الحج أن هناك عقبتين ينبغي أولاً أن تذللهما ثم تبدأ في تنفيذ مخططها لتنشيط السياحة.
إن العقبة الأولى هي الطرق.. الطرق التي سبق أن اقترحنا أن تتنازل كل الوزارات عن جزء من ميزانياتها لتضاف إلى ميزانية الطرق فتتاح لوزارة المواصلات ربط جميع أطراف البلاد بعضها ببعض ثم بشقيقاتها العربيات بطرق سهلة مسفلتة يقطعها السائح مرتاحاً من وعناء السفر.
هذا بالنسبة للسياحة بين أبناء المملكة وبعض الضيوف هواة الاستطلاع..
أما بالنسبة للحجاج فإن العقبة التي لا تقل أهمية عن العقبة الأولى هي الأوضاع السائدة بين المطوفين وأتباعهم والطريقة التي يخدم بها الحجاج ووسيلة الحياة التي يحيونها مدة أدائهم الفريضة..
لقد بحت أصوات المنادين بإصلاح هذه الأوضاع، وقامت لجان تلو لجان ووضعت كثيراً من الاقتراحات والتنظيمات غير أن شيئاً من ذلك لم يوضع موضع التنفيذ ولو على سبيل التجربة.
إن المستفيدين من الأوضاع الحالية – رغم قلتهم استطاعوا – بقدرة قادر – أن يخمدوا كل الأصوات المنادية بالإصلاح، وأن يعرقلوا كل خطوة إصلاحية فظلت كل الاقتراحات ومطالب الإصلاح تدور في حلقة مفرغة منذ أكثر من عشر سنوات بين اللجان والمجالس.
والذي يبدو لنا أن الدولة ترغب من المطوفين أن يعالجوا مشاكلهم بأنفسهم دون تدخل منها، وهى رغبة عادلة مخلصة جديرة بالتقدير والشكر.. التقدير والشكر من المطوفين ومقابلتها بالمثل غير أن المؤسف حقاً أن عشر سنوات مضت والأحوال تسير من سيء إلى أسوأ.
ونحن لا نشك أن الدولة وقد أنشأت وزارة للحج إنما كانت تهدف إلى مزيد من التنظيم والتطوير لهذه المهنة التي انحرفت عن خط سيرها الأول وأصبحت أكبر سوق سوداء للسمسرة بدلاً من المضاربة على إحسان الخدمة وتوفير الراحة.
ومن ثم فإننا نود من الدولة وقد أحدثت للحج وزارة خاصة أن تمنح هذه الوزارة صلاحيات واسعة لمعالجة كل مشاكل الحجاج والقضاء على أسبابها.
وإذا كانت الدولة ترغب أن يشترك في حل هذه المشاكل ومعالجة الأوضاع فئة من أصحاب الاختصاص فإن من السهل إنشاء مجلس أعلى لشئون الحج على غرار مجلس الأوقاف الأعلى يختار له فريق من ذوى الرأي والأمانة والنزاهة من المطوفين لمساعدة وزير الحج في مهمته التي قد تبدو شاقة مع أنها في نظرنا لا تحتاج لأكثر من حزم بعد دراسة وافية.
فهل تتغلب الوزارة على هاتين العقبتين؟!
نرجو لها ذلك على أن يكون قبل البدء في جهود وأعمال تذهب سدى.