نعمتان كبريان تغبط عليهما الكويت الشقيقة وهما جديرتان بالاهتمام من حكومة الكويت والرعاية وإعطائهما المناخ الملائم لتنميتهما:
الأولى: وقوف الشعب الكويتي عن بكرة أبيه مع حكومته في محنة غزو العراق للكويت في وقت كان الخلاف فيه على أشده بين الحكومة والمعارضة غير أن الشعب الكويتي أثبت بهذه الوقفة أنه فوق كل الخلافات وتناساها وأثبت ولاءه وشرف خلافه وأصبح من حقه على حكومته أن ترعى ذلك وتقدره وتحقق طموحات شعبها كأبسط مكافأة على إخلاصه ووفائه فمن المؤكد أن هذا الشعب الذي رفض التعاون مع صدام حسين حتى لم يجد خائنا واحدا يرضى أن يتولى حكم الكويت في غياب حكومته الشرعية وتتعاون مع العراق ولو وجد هذا الخائن لانقلبت الموازين واختلفت النتائج.. أجل من المؤكد أن هذا الشعب ينتظر التقدير لهذا الموقف بتحقيق الطموحات والآمال التي يعلقها على حكومته.
الثانية: الجمعيات الإسلامية في الكويت التي نذرت نفسها بإخلاص للدعوة الإسلامية ومكافحة التفسخ الخلقي والحفاظ على مكارم الأخلاق وقد كانت في الماضي بحاجة إلى الدعم والتشجيع الكافي من الدولة ومع ذلك ظلت تكافح وتكافح حتى جاءت المحنة وجاء الابتلاء وجاء التمحيص فزاد من قوة إيمان تلك الجمعيات بقضيتها وشد من عزيمتها لمواصلة السير فبغير الالتزام بالإسلام دينا ودستورا ومنهجا وسياسة وسلوكا يفقد المجتمع – أي مجتمع – صلاحيته وصموده أمام التيارات المضللة التي يقذفنا بها أعداء الإسلام من مختلف النحل والمذاهب التي تخشى الإسلام وتحاربه وتغزوه بواسطة أبنائه المارقين إما عن علم أو جهل.
أنها خاطرة مخلصة صادقة أبثها إخوتنا في الكويت كإعراب وتحية عن إعجابنا بالموقف النبيل الوفي الذي وقفه الشعب الكويتي مع حكومته في أشد محنة وبالجمعيات الإسلامية التي صبرت وصابرت وقدمت جهودا رائعة زمن المحنة لخدمة الصامدين من الكويتيين داخل الكويت تلك الأيام العصيبة بفضل الإيمان والثبات على المبدأ والتآخي في الله.
وقبل ذلك وبعده نتمنى للكويت الشقيق كل تقدم وازدهار في ظل حكومته الشرعية وأمير البلاد الذي غمرهم بحبه وغمروه بحبهم حتى ضربوا أروع مثل للحب بين الراعي والرعية.