الاثنين, 08 أغسطس 2011 14:17

إلي متى هذه التناقضات؟

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

  من الأمثال الدارجة عندنا مثل يقول (من يأكل الفرش-أي الضرب- ليس كمن يعده) والذي يأكل الفرش في قضية الساعة هو الكويت في الدرجة الأولي بعد احتلال أرضه وتشريد شعبه ونهب أمواله والاستمرار في تعذيب بقية شعبه من الصامدين وفي الدرجة الثانية دول المنطقة ودول أخري تأثرت مصالحها واقتصادها بهذه القضية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

  ومع ذلك مازلنا نجد من يطلب المزيد من الإمهال لصدام حسين وتأجيل تحرير الكويت من العدوان العراقي شهوراً لا ندري كيف تمضي هذه الشهور على الشعب الكويتي المشرد ولا ندري أيضاً أثر هذا الإمهال الطويل على تضامن العالم ضد القضية هل يستمر أم يتفكك خلال هذه الفترة الطويلة وكلنا مازلنا نذكر تلك الحكمة البالغة التي تعلمناها صغاراً (لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد) لأننا لا ندري ماذا سيحصل غداً هل نستطيع أن نعمل أو يحول بيننا وبين ذلك حائل؟!

  قد يكون لمطلب التأجيل هذا شيء من المبررات لو كان هناك بارقة أمل في زحزحة صدام حسين عن موقفه ولو قدر أنملة ولكن الواقع الملموس هو فقدان هذه البارقة كلياً فهو بالأمس عين محافظاً جديداً لمحافظة الكويت المحتلة، وهو بالأمس ردد وكرر لا عدول عن ضم الكويت إلي العراق وعلي العالم أن ينسي أن هناك دولة أسمها الكويت وهو يردد ويكرر لن أخرج من الكويت يعني لن أخرج أبداً وإذا أردتم أن تبحثوا معي أي أمور أخرى فإن لي شروطاً!! إلخ الصلف والتعالي والاستهزاء بالعالم.

  لقد اختلطت الأمور على الناس اختلاطاً مهولاً حتى كاد البعض أن يقفل أجهزة الراديو والتلفاز ويمتنع عن قراءة الصحف ويقفل على نفسه ليريح نفسه وأعصابه من هذه التناقضات التي يسمعها في اليوم الواحد وأحياناً من جهة واحدة..جعجعة-ولكن بدون طحن-وطبول حرب تدق وكأنها سوف تقع بعد ساعات..وتخاذل وتراجع بل استخذاء وخوف من صدام حسين الذي أصبح غولاً تحسب له الدول الكبرى ألف حساب حتى أصبح المرء يشك في جدية ما يسمع وما يقرأ وما يقال.

  إن ما يطلع به علينا صدام حسين بين يوم وآخر من مبادرات واقتراحات سواء بحديث مباشر أو بالواسطة يدل دلالة واضحة على استهزائه بالعالم كله وسخريته من وقوفهم هذا الموقف وغرقهم في التفكير وهو يلقي كل يوم كلاماً دون أي تفكير ولكنه استطاع أن يبلبل أفكارهم ويوقعهم في حيرة قاتلة.

  إننا نصر على رأينا بأن الزمن في صالح صدام وقد يثبت أنه أصبح الآن أقوي منه في أول أغسطس الماضي وأكثر تحصيناً واستعداداً فهل ينتظر حتى يزداد عتوا ًونفوراً طالماً أننا مازلنا نفكر في الإمهال والانتظار، لا سيما وأن جميع التقارير السياسية تؤكد أن صدام حسين ما يزال يحصل على العتاد والأسلحة من مختلف الدول التي تريد أن تبيع وتقبض.

          أن أيدي شعب الكويت وحكومته في النار وهم يعدون الدقائق والساعات وليس الأيام والليالي فقط فلنقدر ظرف هذه الدولة الشقيقة التي مازال بقية من شعبها تعاني الأمرين تحت الاحتلال فلنطالب بموقف حازم لأن وقع البلاء أخف وطأة من انتظاره ويجب ألا ننسي في غمرة هذه المأساة التي أشغلنا بها صدام العراق.. أن كل يوم يمضي معناه مزيد من الخسارة لقضية الساعة وكل قضايانا العربية والإسلامية وخاصة قضية فلسطين

معلومات أضافية

  • العــدد: 2
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي