الاثنين, 08 أغسطس 2011 15:07

إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا..

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

في أوائل كلماتنا عن هذه الكارثة التي أحلها صدام بالعرب بصورة خاصة وبالعالم بصورة أعم قلنا أن وراء تبجح صدام وعندياته دولة كبرى ولم نسمها وكنا نعني الاتحاد السوفيتي بناء على مواقف سابقة كانت تظهر على الاتحاد السوفيتي كان من أبرزها التركيز على ضرورة الحل السلمي رغم فشل الدول العربية وجامعتها في الوصول إلى حل سلمي بسبب غطرسة صدام حسين وثاني الدلائل كان وقوف صدام حسين في وجه الدول الكبرى أمريكا وبريطانيا وفرنسا بصلف وتهديد أكبر منه بكثير فقد كان يهدد بإرسال جنائز قتلى هذه الدول إليهم في توابيت فمثل هذا الوثوق من النفس لا يأتي من فراغ.

ودار الزمن دورته وظل الاتحاد السوفيتي يلعب على الحبال وترددت أخبار صحفية عن وجود آلاف الخبراء السوفيت في العراق وعن تهريب أسلحة من الاتحاد السوفيتي إلى العراق عبر إيران وكان العالم بين مصدق ومكذب وبدأ الخناق يضيق على صدام حسين فإذا بالإتحاد السوفيتي يهب لنجدته باعتباره المسئول عن إعطائه الضوء الأخضر للاستمرار في التبجح إلى درجة أنه هدد بأن يحول الخليج إلى بحر من دماء جيوش الحلفاء.

وجاء الاتحاد السوفيتي بمبادرته العجيبة التي ستحافظ على بقاء صدام حسين بالمنطقة بكل المهلكات التي جهز نفسه بها والتي يكاد الحلفاء أن يقضوا عليها ويريحوا العالم من شرورها.. وليس هذا فحسب بل تفرض على دول المنطقة مشاركة صدام معهم في ترتيبات أمن المنطقة ولا ندري أي أمن هذا الذي سيشارك فيه هذا الذئب الأغبر؟! ومن من حكومات المنطقة يرضى أن يضع يده في يد هذا الوحش القذر الذي أهدر الأخلاق وانتهك الحرمات أو ينظر إلى وجهه الكالح وثالثة الأثا في إسقاط كل الدعاوي والتعويضات عن جريمته بل إعادة أعمار العراق الذي تسبب هو في خرابه.

إذا لم تكن هذه المبادرة هي المكافأة الكبرى على هذا العدوان الغاشم فماذا عساها أن تكون المكافأة؟!

ومن الذي سيعوض العالم وليس الكويت فقط عما نزل به من المحن الاقتصادية والكوارث التي لم يسلم منها بلد في العالم بالإضافة إلى الشعوب التي تضررت أفرادها ممن كانوا يعملون في العراق والكويت بل ودول الخليج كلها وخاصة أولئك الذين خرجوا من الكويت والعراق منهوبين مسلوبين لكل ممتلكاتهم ولم يصدقوا أن ينفذوا بجلودهم من سعير القتل والنهب والاغتصاب فعادوا إلى بلادهم "ضعنا على إباله" لمضاعفة عدد العاطلين سواء في البلاد العربية أو البلاد الإسلامية.

لقد هللت بعض الدول لهذه المبادرة المدسوسة دون تفكير أو روية فالضالعون مع صدام استبشروا بالغنيمة ما دام صدام باقيا كما هو وأصحاب النوايا الحسنة حسبوها تساهلا أو بصيصا من أمل يمكن تبادل الأخذ والعطاء فيه.

غير أن خبراء السياسة ورجال الحكم أدركوا ما وراء هذه المبادرة من عبث بمصالح العالم وليس منطقة الخليج وحدها فقد أساء صدام بتصرفاته إلى جميع دول العالم وزعزع أمنها وهو مختبئ تحت الأرض استنادا على وعود من الاتحاد السوفيتي بإنقاذه عندما يصل حبل المشنقة إلى عنقه -وقد كاد- إنها مبادرة مرفوضة مرفوضة وإن كنا أحوج ما نكون إلى السلام وضد الحروب ولكن:

إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا

فما حيلة المضطر إلا ركوبها

ونحن مع بقاء العراق بلدا حرا مستقرا موحدا كريما أما صدام حسين فليذهب هو وبطانته وحلفاؤه إلى حيث ألقت رملها أم خشعم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 10
  • الزاوية: شمس وظل
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي