الاثنين, 08 أغسطس 2011 21:34

شعارات براقة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

  الوحدة العربية، توزيع الثروة بين الفقراء والأغنياء، محاربة الفساد وقضية فلسطين، كلها شعارات براقة تستهوي العقلاء والمثقفين فكيف بالصم البكم الذين لا يعقلون من غوغاء الشارع وحملة المباخر الذين ينعقون بما يسمعون ويحفظون كلمة (يحيا يحيا) وبذلك يحبون جزاريهم ومدمري روح الكرامة فيهم ومدربيهم على الذل والمهانة بالعيش من وراء الهتافات مثل فرقة حسب الله.

  فصدام حسين يردد شعار الوحدة العربية بينما لم يضيعها غيره وهو أكبر مخطط لتدميرها وسيسجل عليه التاريخ هذه الضربة التي سددها إليها باحتلاله الكويت بالقوة الغاشمة وإشغال العرب عن قضيتهم الأولي بكل خلفياتها وأحداث شرخ كبير في جامعة الدول العربية.

  وهو أيضاً يزعم أنه بغزوه الكويت يريد توزيع ثروة البترول على العرب وكأنه يشير بذلك أن الكويت هي المرحلة الأولي من غزوه فوراءها غزوات وغزوات حتى يستولي على جميع ثروات العرب ويتطاول على مقسم الأرزاق فيقوم هو بتوزيع الأرزاق بين عباد الله وهو يعرف أنه أكبر كذاب فالعراق من أغني الدول العربية وهو لم يتذكر خلال حكمه الطويل الذي يقترب من ربع قرن (22 عاماً) فقيرات الدول العربية حتى بصدقة أو زكاة فضلاً عن المشاركة ولم يقدم أي شيء سوي دس بعض جنوده من حزبه لإفساد عقيدة الشعوب العربية بمبادئه.

  ويدعي أنه غزا الكويت وهدفه محاربة الفساد وهو غمام المفسدين فما أرتكبه في بلده أولاً وفي الكويت ثانياً يندي له جبين الإنسانية من نهب وسلب وهتك للأعراض وتشريد للمؤمنين وإيذاء وإضرار بمن لهم مالنا وعليهم ما علينا من غير المسلمين في ديار الإسلام.

  أما قضية فلسطين التي يريد تحريرها من أموال العرب فقد سدد إليها ضربة تكاد تكون قاضية لأنها تقوم أصلاً على رفض الاحتلال بالقوة وتطالب بعودة الشعب الفلسطيني إلي أرضه التي أخرجته إسرائيل منها ومنحه حق تقرير المصير فكيف يعقل أن يقود هذه المطالبة وقد أعتدي في جنح الظلام على شعب آمن ودولة مستقلة ضمن نطاق منظمة الأمم المتحدة وعضو في جامعة الدول العربية واستباح أرضها وطرد شعبها ليحتل مساكنهم ويمنحها لمن يشاء من شعب العراق وربما غيرهم؟! وما هو الفرق بين جريمته هذه وما فعلته إسرائيل في فلسطين؟!.

  والأنكى من ذلك أنه فعل ما فعل في وقت تعاني منه قضية فلسطين أزمتان كبيرتان الأولي قرب انتصار الانتفاضة أو ثورة أطفال الحجارة التي ضحي فيها شعب فلسطين بزهرة شبابه وأطفاله وتجرع أفراده كؤوس الاعتقال وتدمير المساكن على رؤوسهم.

  والثانية توطين اليهود على أرض فلسطين بفتح باب الهجرة لهم من كل فج عميق.. وقامت جميع الدول والشعوب العربية تؤازر الثورة وتمدها بالعون كل في حد طاقته وارتفعت الأصوات تحتج على جلب اليهود الروس وتوطينهم فلسطين.

  فكانت عملية الكويت سبباً في إخماد جذوة الانتفاضة التي كانت موضع إعجاب العالم وأوشكت على الانتصار وبالتالي تقاطر اليهود الروس على فلسطين بعد أن أشغل الناس بالقضية العربية الجديدة وهي احتلاله دولة الكويت بصورة مفزعة مفجعة لا يشبهها سوي غزو أجداده القرامطة في أوائل القرن الرابع الهجري عندما خرجوا من العراق يقطعون الطريق وينهبون الحجاج ويسفكون الدماء ويعيثون في الأرض فساداً فصب عليهم ربك صوت عذاب.

  ولعل أكبر هدية قدمها صدام حسين بفعلته المنكرة هو شق جامعة الدول العربية التي لم تصب بمثل هذا الشق خلال عمرها الطويل قدمها لأعداء العروبة والإسلام وعلى رأسهم إسرائيل.

          فهل يجوز له ومن يلهث خلفه أن يتستروا بهذه الشعارات التي يرددونها زيفاً وتضليلاً بينما هي في حقيقتها شعارات ينادي بها كل عربي حر ولكن بصدق وإيمان لا خداعاً واستغلالاً للمشاعر

معلومات أضافية

  • العــدد: 9
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي