كتب أخي الصديق الأستاذ أحمد محمد عيسي طاشكندي في ملحق الندوة الاقتصادي التي يشرف عليها يوم الإثنين الماضي كلمة تحت عنوان أرباح الشركة السعودية للنقل الجماعي، أشار فيها إلي خسارة الشركة من عمليات النقل داخل المدن وتحقيق الشركة أرباحا من النقل بين المدن واقترح على الشركة توقيف عمل الخطوط داخل المدن وتركها للأتوبيسات الخاصة وسيارات الليموزين..
والذي أعرفه ويعرفه الكثيرون مثلي أن الهدف الأساسي من إنشاء شركة النقل الجماعي هو المواصلات داخل المدن بعد أن عاني المواطنون في كل مدينة من متاعب الأتوبيسات الصغيرة المملوكة للأفراد مما كنا نطلق عليه (خط البلدة) وكيف كان أصحابها يسيرونها وفق هواهم أو هوي السائقين الذين أحيانا يكونوا هم المالكين وكيف يحولون اتجاه مسار السيارات حسب الزبائن فبينما يكون الخط متجها إلي الزاهر مثلا وبه ركاب ولكنه وجد ركابا أكثر إلي المسفلة فإنه يطلب من ركاب الزاهر النزول ليذهب بركاب المسفلة لأن نقلهم أربح له..
وكيف كان سائقو تلك السيارات الخاصة ينهون عملهم في الوقت الذي يشاءون فإذا جاء موعد الغداء ذهب بسيارته إلي البيت ليتغدى وينام ويعود للعمل متى شاء فلا مواعيد ولا إحساس بأية مسئولية.. وقد ودعنا ذلك العهد الفوضوي بقيام شركة النقل الجماعي بفضل الله ثم بتشجيع الدولة بضمانها تغطيه الخسارة وربح 15%..
ونحن نطمع في المزيد من تنظيم المواصلات داخل المدن لنستغني عن سياراتنا ونستغل سيارات الشركة عن المرور الذي أصبح يعاني زحاما شديدا من كثرة السيارات الصغيرة التي أصبح أكثر الناس يضطر لاستعمالها حتى ذوي الدخل المحدود ومن هم أقل منهم حتى ضاقت الشوارع..
كما أن سيارات شركة النقل الجماعي في مواسم الحج والعمرة تخدم مئات الآلاف من الحجاج والمعتمرين لنقلهم من مواقف السيارات أو مساكنهم البعيدة عن المسجد الحرام إلي المسجد الحرام وهذا ضمن نطاق النقل داخل المدن..وليس هناك أي ضير في أن تغطي الشركة خسارتها في النقل داخل المدن من أرباحها من النقل بين المدن أو نقل الحجاج في سبيل أداء تلك الخدمة العامة لمصلحة الجميع فالنقل بين المدن أو نقل الحجاج هما خدمتان إضافيتان لدعم الشركة ولم تكن في يوم من الأيام هي الهدف من قيام الشركة..
فلا..يا أخي لا ترجعنا إلي الوراء بينما نحن نريد التقدم وكان عليك وأنت محاسب قانوني واقتصادي مثقف أن تدعو الشركة إلي بحث أسباب الخسارة من النقل داخل المدن ومعالجته إما بالمزيد من التنظيم أو الضغط على المصروفات أو أسلوب إدارة هذا النقل ولا شك أن الشركة ستعرفها ثم تحاول علاجها بدلا من توقيف أهم خدمة للمواطنين شجعت الدولة على تحقيقها ودعمتها بالإعانة لهذا الغرض وليس للنقل بين المدن..
وشكراً لك إن فعلت وشكراً للشركة إن عالجت الموضوع بهذا الأسلوب وليس أسلوب الإيقاف والتوقيف..