الاثنين, 08 أغسطس 2011 22:46

(2) من مشاكل الحج

قييم هذا الموضوع
(2 تقيم)

والمشكلة الثانية من مشاكل الحج  التي تمر بنا أو نمر بها كل عام هي مشكلة هذه الأضاحي  التي تنحر في منى أيام النحر ولا يستفاد إلا بالقليل منها، أما الباقي فيظل مصدراً من مصادر المرض وسبباً من أسباب الأذى.

ولقد قامت جريدة «حراء» سلف هذه الجريدة بإستفتاء في العام الماضي استفتت فيه كبار العلماء بالمملكة للاستفادة من هذه اللحوم فأجمعت كلها على عدم جواز الاستيلاء على هذه اللحوم ثم بيعها ولكنها لم تمنع من حجزها بقصد المحافظة عليها من التلف ثم توزيعها على الفقراء والمساكين مجاناً.

وهذه اللحوم  التي توجد خلال أيام النحر بوفرة منقطعة النظير أداء لنسك من مناسك الإسلام تتعذر معها الاستفادة من معظمها في نفس الأيام.

وإذا كان الإسلام قد شرع هذا المنسك من مناسك الحج للتوسعة على الفقراء، فإنه لم يقصد بأي حال من الأحوال إلى الصورة  التي نراها الآن.

أما وقد فاضت الذبائح عن حاجة البائس الفقير في هذه الأيام فإن من واجبنا حفظها له إلى أيام أخر.

وفي اعتقادي أن ما تصرفه الحكومة على تنظيف منى من مخلفات هذه الذبائح يسد أكثر نفقات المشروع الذي نقترحه للاحتفاظ بهذه اللحوم والاستفادة منها.

إننا نقترح أن تتعاون أمانة العاصمة ومديرية الأوقاف على القيام بمشروع الاحتفاظ بما يفيض من الذبائح عن حاجة البؤساء والفقراء أيام النحر في ثلاجات خاصة تقام لهذا الغرض ثم توزيعه مجاناً على الفقراء والمساكين بعد انتهاء موسم الحج بطرق منظمة على أن يجرى تمويل المشروع من:

(1) المبالغ المرصودة في موازنة الأمانة لتنظيف المجزرة.

(2) الصدقات  التي تصل سنوياً من أوقاف الحرمين باسم فقراء مكة.

  (3) الأرباح الناتجة من بيع الجلود والأمعاء وكل ما يجوز بيعه من أجزاء الذبيحة عدا اللحم.

فما رأي أمانة العاصمة ومديرية الأوقاف في هذا المشروع؟!

ومن مشاكل الحجاج أيضاً مشكلة بعض الحجاج الذين يرغبون في التنازل عن مقاعدهم في السيارات من جدة إلى مكة وتفصيل هذه المشكلة أن بعض المطوفين يصادف أن يسأل عنهم في فوج من الأفواج حاج أو اثنان أو ثلاثة أو يصادف أن يكون للحجاج القادمين أقارب هنا أو معارف أو أنسباء فيخرجون لاستقبالهم ويرغبون في استصحابهم معهم إلى مكة في سيارات تاكسي بدلاً من الأتوبيسات  التي تضطرهم إلى الارتباط بعدد كبير من الحجاج هم حمولة الأتوبيس  التي تتراوح بين أربعين وستين راكباً وما يتبع ذلك من طواف على بيوت المطوفين حتى تفرغ السيارة حمولتها أو يأتي دور هؤلاء الركاب في النزول.

يصادف هذا أو ذاك فيتقدم الحاج بالتنازل عن حقه في السفر على سيارات الشركة ذات الدور بعد دفعه الأجرة ويرغب في السفر على تاكسي مع مستقبليه فلا يجاب طلبه ويلزم جبراً بالسفر على سيارات الشركة.

ولا ندرى أي مبرر لهذا الإكراه من نقابة السيارات لأنه نوع من التعسف طالما أن الحاج لا يريد الرجوع على الشركة بشيء..

فهل تصدر مديرية الحج العامة أمرها بمنح هذا النوع من الحجاج حق التنازل عن ركوبهم وحرية السفر من جدة إلى مكة بالوسيلة  التي تضمن لهم الراحة؟!

إننا نرجو أن نفعل فقد كان هذا الإجراء في العام الماضي مثار سخط كثير من الحجاج.

أما ثالثة المشاكل في هذا الحديث فهي مشكلة سكنى بعض الحجاج لصق جبل الرحمة بعرفات وانتشار أقذارهم وأوضارهم حوله بصورة مقرفة مؤسفة تشمئز منها النفوس.

ثم اتخاذ بعض الباعة من جوار هذا الجبل محطات للصراخ على بضائعهم والضجيج وإهراق المياه.

إن هذا المنظر الذي يتكرر كل عام بصورة تتنافي مع قدسية المكان والموقف ويبدد الروحية  التي يجب أن تتملك كل واقف هناك نعتقد أنه قد آن الأوان لاتخاذ ما يمنعه ويحقق للمكان قدسيته وللموقف روحيته.

لكل مكان محترم حرم يقام حوله فلماذا لا يكون لجبل الرحمة وفي هذا اليوم بالذات حرم يحاط بسياج لا يدخله إلا ملتمسو رحمة الله وغفرانه والمتوجهون إليه بالدعاء..

أما الباعة والساكنون فإنه يجب أن يضربوا خيامهم خارج هذا الحرم.

إن عرفات واسعة ولن تضيق أبداً باختزال هذا الحرم منها وتنفيذ هذه الفكرة لن يكلف شيئاً يذكر بالنسبة لما تنفقه الحكومة في سبيل الحج والحجاج.

إنها لا تتكلف أكثر من إقامة سور دائري مرتفع حول الجبل وتزويده بعدد كاف من الأبواب تظل مقفلة حتى ظهر يوم عرفة حيث تفتح وقد استقر الناس في منازلهم وعلى كل باب عدد من الجنود يمنعون كل داخل لغير الدعاء والتوجه إلى الله فلا عفش ولا مياه ولا مبيعات ولا أي شيء.

إنها صورة الآن مؤلمة مؤذية نرجو أن يفكر المسئولون عن الحج والحجاج ثم يتخذوا وسيلة لمحوها ونهيب برجال الدين أن يعملوا على محوها أيضاً فإن الوقوف بعرفة من المناسك بل المقدسات  التي نعتز بها كمسلمين والصورة الحالية أبعد ما تكون عن روح الإسلام دين النظافة والنظام ونسأل الله للجميع التوفيق.

معلومات أضافية

  • العــدد: 92
  • الزاوية: يوميات الندوة
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي