الاثنين, 08 أغسطس 2011 23:08

اقتراحات مهداة إلى كل من يهمهم أمر الحج والحجاج

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

نستقبل موسم كل عام ثم نودعه وقد امتلأت الجعبة من تجارب وملاحظات وإصلاحات نود تحقيقها في موسم قابل ثم ننسى ذلك في زحمة الحياة ومشاكل العقار ولا نتنبه للأمر إلا والموسم الجديد على الأبواب ويمضى هذا الموسم كأخ له من قبل باستثناء بعض الإصلاحات البسيطة.

أما المشاكل الكبرى مشاكل الماء.. المرور.. فقراء الحجاج، متسولو الحجاج، الأسعار، المطوفون، فتح مداخل المملكة البرية على مصراعيها، الأسعار.. هذه المشاكل لا توضع لها حلول جذرية بل يكتفي بحلول مؤقتة فيزاد رجال المرور كحل لمشاكله ويؤتى بفلان لحل مشكلة الماء.. ويعلن للمطوفين أنه ممنوع السماح للحجاج بالنوم في الشوارع كحل لمشكلة فقراء الحجاج وعلى هذا القياس تحل المشاكل الأخرى.

وعلى الرغم مما تبذله الحكومة من مال وجهد في سبيل توفير وسائل الراحة للحجاج ما زالت في الحج متاعب جمة يتساوى في تحملها الحكومة والحجاج والمواطنين نتيجة لعدم اتخاذ حلول جذرية مدروسة لكل مشكلة من المشاكل وأكثر الحلول في رأي لا تحتاج إلا إلى دراسة واعية يشترك فيها خبراء من داخل البلاد تخرج بعدها بحلول حازمة تكون علاجاً حاسماً لكل مشكلة من أساسها.

والمشاكل  التي أشرنا إليها تكاد تكون متفرعة بعضها عن بعض فلو استطعنا أن نحل واحدة منها فإن بعضاً منها ستصبح محلولة بنفسها.

المرور

فمشكلة المرور مثلاً تنتج عن عدد من الأسباب.. كثرة الحجاج، وكثرة السيارات، وجهل بعض السائقين، والسيارات القادمة من البلاد الأخرى ونقل الحجاج إلى عرفات في رد واحد.

والنقطة  التي تسترعى الانتباه في مشاكل المرور هي إلزام شركات السيارات بنقل جميع الحجاج في رد واحد، ومعنى هذا تكليف الشركات بضرورة توفير العدد الكافي من السيارات والسائقين وقصر استفادة الشركة من السيارات على رد واحد فقط الشركة  التي دفعت آلاف الريالات في السيارة ولم تستفد منها خلال السنة إلا هذه الأيام المعدودة  التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة هذه الشركة تحرم من أجرة الرد الثاني ويباح للسائق أن يستغل السيارة بعد نقل رد الشركة أن ينقل ما شاء من الردود على سيارة الشركة ويستولى على الأجرة لجيبه الخاص، أجرة بخس لا تبلغ ربع الأجرة  التي يمكن للشركة الحصول عليها لو أجرت من طريقها رداً ثانياً.

إن المبررات التي يتخذها أنصار الرد الواحد وهي سير السيارات في اتجاه واحد وعدم رجوعها مرة أخرى مما يعرقل الحركة - من وجهة نظر المرور وإمكان محافظة المطوف على السيارة وبقائها تحت يده - من وجهة نظر المطوفين – لم تتوفر ولا واحدة منها فجل السيارات – إن لم يكن كلها ظلت تقطع طريق عرفات مرتين وثلاث وأكثر، وأكثر المطوفين لم يستطيعوا استبقاء السيارات تحت يدهم بل اضطروا تحت تأثير استعطاف السائق وكلمة "يا الله العودة" أن يصرحوا لهم بالاسترزاق.

وأنا هنا إذ أدافع عن مصالح الشركات إنما أدافع أيضاً عنها كمؤسسات وطنية فلست صاحب شركة منها ولا مساهماً في إحداها ولا تربطني بواحد من أصحابها أية صلة.

وواجبنا حكومة وشعباً الأخذ بيد كل الشركات الوطنية ومناصرتها وحمايتها من الانهيار لا أن نستغل تنافسها لإسقاطها واحدة بعد الأخرى فإن إفلاس أية شركة وإخفائها من الميدان ضرر بالغ ينزل بكثير من المواطنين مساهمين ومستفيدين.

وليس إجراءاً سليماً ما اقترحه سيادة رئيس مطوفي الهند في تعقيب سابق له على مقال سابق لي – من صالحه خسارة شركات السيارات بسبب تكليفها بتأمين سيارات تتسع لنقل الحجاج في رد واحد بزيادة الأجور بدلاً من زيادة الردود، ليس هذا إجراءاً سليماً لأن الفرق بين أجرة الراكب في سيارات الشركات وأجرته في السيارات الأخرى ما زال موضع نقد وملاحظة كثير من الحجاج فبدلاً من أن تزيد أجرة الراكب نتيح للشركات استفادة أكثر من عدد الردود فنخفض الأجرة.

إن أجرة الراكب في الحج 35 ريالاً للنفر فإذا أراد الحاج أن يحج على طريقة الرويكب فإن ذلك لن يكلفه أكثر من عشرة ريالات وقد اكتشف بعض الحجاج هذه الطريقة في السنوات الأخيرة فأصبحوا يؤثرونها والسبب في انتشار هذه الطريقة هو سيارات الشركات نفسها  التي تؤجر عن طريق الشركات بهذا الأجر الكبير 35 ريالاً ثم تؤجر عن طريق السائق بأجر بخس لا يساوى ربع الأجر الأساسي كما قلنا لأنها أجرة كلها ربح لا تكلف شيئاً.

وإذا كانوا يقولون أن المكثار كحاطب ليل فإن فرض هذا الوضع على الشركات يجعلها حاطب ليل فعلاً فهي إزاء الرغبة في الحصول على أكبر عدد من الحجاج نراها تجند كل سياراتها ما صلح منها وما لم يصلح وجميع السائقين من يحذق السواقة ومن يجهلها.

وهكذا يصبح الحج عبارة عن زحمة، وارتباك، زحمة في عدد السيارات، وارتباك من كثرة الخراب الذي يعتريها بسبب خراب بعضها من ناحية ومن ناحية أخرى بسبب هؤلاء السائقين أو أشباه السائقين الذين تضطر الشركات إلى استخدامهم خلال تلك الأيام المعدودات فينزلون بالسيارات الخراب وأفدح المتاعب بالركاب.

وحلاً لمشكلة المرور في الحج فإننا نقترح ما يأتي:

(1) تنظيم نقل الحجاج على سيارات الشركات إلى منى وعرفات على ردين اثنين كتجربة أولى يمكن زيادة الردود بعدها.

(2) رفع مرتب سائق الأوتوبيس إلى ألف ريال عن شهر ذي الحجة فقط وبهذا تضمن الشركات سائقين مهرة يصونون السيارات من العطب ويوفرون على الشركات كثراً من الخسارة  التي تلحقها من جهل بعض السائقين واستغلالهم للسيارات بتأجيرها أجوراً إضافية لصالحهم الخاص.

  (3) فرض عقوبات مشددة وقاسية على كل سائق يخون عمله بعد هذا المرتب أولها حرمانه منه وعلى الشركات أن تضع التنظيمات التي تحول دون استغلال السائقين للسيارات وعدم نقلها لأكثر من ردودها المحددة بحال من الأحوال.

  (4) منع جميع سيارات النقل الأجنبية  التي تحمل الحجاج من الأقطار المجاورة من الدخول إلى البلدة أو النقل إلى منى وعرفات ويخصص لها مكان خارج مكة تحجز فيه منذ تفريغ حمولتها إلى يوم الارتحال بعد الحج فإن هذه السيارات التي تفوق سياراتنا بكثير من حيث الحجم تسبب كثيراً من مشاكل المرور فهي تسد الطرق بسبب ضخامتها وتزحم الشوارع بوقوفها وترهق المرور بمخالفاتها بل يدخل بعضها إلى المناطق المحرمة على سياراتنا بسبب ما تحمله من بعثات وهيئات أجنبية ولقد رأيت بعيني في موسم الحج الماضي سيلاً من سيارات كبيرة حجم الواحدة منها كثلاث سيارات من أتوبيساتنا كتب عليها " الجيش " لإحدى الدول العربية وفي يوم النفر أشد أيام الحج زحاماً، رأيتها تدخل بركابها إلى باب السلام فلنتصور ماذا يحدث من ارتباك وهذه السيارات الكثيرة العدد الضخمة الحجم تدخل إلى أضيق مكان.

فليعلن عن هذا من وقت مبكر فمن يقدم بحر الإجابة به إلى سيارات ومن يقدم براً فإن عليه أن يترك سيارته خارج البلدة ونحن مستعدون بتأمين السيارات اللازمة لنقل الحجاج.

إنه إجراء أعتقد أن من حق كل دولة تتخذه حماية لمصالحها ومصالح شعبها واقتصادياتها.

 إنني أستطيع أن أجزم أن بهذه الإجراءات الأربعة سيحل مشكلة المرور في الحج فليجربها المسئولون في موسم الحج القادم بعد الدرس والتمحيص والتعديل الذي يقترحه الخبراء.

ونكتفي اليوم بالكلام عن مشكلة المرور أما بقية المشاكل فإلى مقال قادم والله المستعان..

قراءات:

قيل لأفلاطون: ما هو الشيء الذي لا يحسن أن يقال وإن كان حقاً؟

قال: مدح الإنسان نفسه،

رأيت قوماً يأكل الملق مروءتهم كما تأكل النار الحطب.

معلومات أضافية

  • العــدد: 160
  • الزاوية: يوميات الندوة
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي