الاثنين, 08 أغسطس 2011 23:17

غدر.. وخيانة.. وخداع

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

تلك هي ثلاث خصال من ألف خصلة من خصال الشر التي يتحلي بها فرعون العصر وهدام العراق، نكتفي اليوم بالحديث عنها..

فقد تجلي الغدر في العدوان الغاشم على البلد الوديع المسالم والجار الكريم الذي يتعهد جاره بالعطاء والإهداء وتفقد الأحوال والمشاركة في الضراء. عدوان بدون حدود يشمل القتل والنهب والتدمير بل هتك العرض وانتهاك الحرمات..

عدوان أبرم بليل وعدت له عدة فتاكة لا تتيح فرصة دفاع اتسم بالمباغتة التى يستعملها الوحوش –وليس البشر- لإفتراس ما يسد جوعهم ويبقى رمقهم. وخيانة يندى لها الجبين اتسمت بالخذلان والمهانة تمثلت في التفريط في أرض ومياه عربية ذات جذور تاريخيه قديمة استرجعت بعد إسالة دماء عربية لا تقل عن مليون شهيد وجريح ومعوق وأهدرت في سبيلها بلايين الدنانير شاركت في دفعها المملكة العربية السعودية والكويت بسخاء لاسترجاع أرض عربية سلبها الاستعمار إبان سيطرته وأعطاها لإيران على حين ضعف من العرب..

تفريط أقل ما يقال عنه أنه تفريط غبي مثل ذلك الذي أطلق الطير الذي في يده على أمل أن يصيد الطيور العشرة من فوق الشجرة فقد فرط هذا الغبي في أرضه ومياهه التي حارب من أجلها ثمان سنوات وانتصر بعون ومساندة جيرانه الذين أمدوه بالمال والسلاح وأنسحب يجر أذيال الخيبة غير مكترث بما ضحي به من مال ورجال وما جر على شعبه من ويلات اليتم والترمل وفقدان الأعضاء الحيوية لا لشيء إلا الطمع في غنائم ما تزال على الشجرة بدلاً مما كان في يده فعلا فقد صور له خياله المريض وأحلامه البغيضة أنه بسحب جيشه المنتصر من ساحة معركة النصر إلي معركة العدوان الخاسر سيكسب هذه المعركة الغادرة وفاته أن دون ما يريد خرط القتاد ولم يتصور أن العالم كله شرقه وغربه وحكوماته وشعوبه سوف تشجب عدوانه وتطالب بالعودة إلي جحره خاسئاً وهو حسير..

لقد كان الخميني شجاعاً عندما اعترف بأنه بموافقته على وقف إطلاق النار مع العراق كأنما تجرع كأسا من السم وذاك إحساس الأحرار..فبماذا أحس صدام حين هزم نفسه وجيشه وشعبه بل وأمته بسحب جيوشه من إيران وتوقيع خطاب الهزيمة والاستسلام؟!في اعتقادنا لم يحس بشيء كشأن كل خائن جبان قد تبلدت أحاسيسه..

أما ثالثه الأثافي فهي الخداع.. الخداع الذي حاول به التستر على جريمته التي كان يبيتها..

فبعد أن أعد واستعد لعدوانه الآثم وعد وأكد وتعهد لإخوان شكوا في غدره ولم يأمنوا عدوانه أنه لن يعتدي ولن يلجأ إلي القوة وبادر بالإستجابة للمباحثات والمفاوضات وأرسل مندوبه فعلا لذلك في وقت كان يدفع جيشه الغازي إلي حدود الكويت في الظلام..

ولعلي لا أذيع سراً..فبعد أن انتهت جولة المفاوضات الأولي في ضيافة المملكة العربية السعودية على أن تتم مباحثات مكملة في بغداد والكويت أمعن ممثله في المباحثات في الخداع والتضليل وأصر أن يكون هو وممثل الكويت في سيارة واحدة تحمل العلمين العراقي والكويتي إظهارا للوفاق أو الاتفاق وكان له ما أراد وركبا في سيارة واحدة وضع عليها العلمان، وصدق الناس أن الأمور تسير على ما يرام..

وبعد بضع ساعات لعلها لا تزيد على مسافة الطيران بين جدة وبغداد كانت جيوش العراق تقتحم الحدود الكويتية وتهلك الحرث والنسل وتدك قصر أمير الكويت وقصر ولي العهد أملا في القضاء عليهما وهما نائمين قريري العين..

أما الخدعة الثالثة التي سبقت هذه الجريمة بشهر واحد فقط فهي ذلك المؤتمر الذي عقد في بغداد تحت عنوان (المؤتمر الشعبي لمناصرة العراق) حضرة ألف عالم من كبار علماء المسلمين في مختلف أنحاء العالم وظهر فيه بمظهر المسلم المتدين وألقي فيه خطبة رنانة شنانه قال فيها ما قال من ألفاظ الخداع وكان أبرز ما فيها أن أكد أنه سيطبق الشريعة الإسلامية في العراق وانطلت تلك الخدعة على الكثير من المؤتمرين.

وهكذا استطاع صدام حسين أن يخدع بعض الناس ويغدر بالبعض الآخر، ويخون وطنه وشعبه وأمته في وقت واحد ولكن الله يمهل ولا يهمل وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..

معلومات أضافية

  • العــدد: 17
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي