في مؤتمره الصحفي الذي عقده كذاب العراق أخيراً إثر زيارة كورت فالدهايم للعراق وخلال ما شاء له خلقه وأدبه العالي من شتائم واختلافات على هذه المملكة التي أقالته من عثرته يوم كادت إيران تهلكة وتقضي عليه إلي الأبد ودكت حصونه وعاصمته بغداد وهاجمته بالصواريخ وأصابته بالهلع والجزع.
في ذلك المؤتمر لجأ إلي الكثير من المغالطات والتهويل التي تدل على مدي جهلة بالتاريخ والجغرافيا..من هذه المغالطات التي خرج بها على الصحفيين قوله (افترضوا أن جيوشا إسلامية اقتحمت الفاتيكان.. ألا يكون من واجب المسيحيين أن يدافعوا عنه ويخرجوا تلك الجيوش)؟!
فهل هناك جهل مركب أكثر من هذا؟! أم أنها مجرد مغالطة واستخفاف بعقول الصحفيين والسامعين والمشاهدين في تلفزيون العراق؟! وهل الفاتيكان وهي مجرد مقر للبابا من مقدسات المسحيين؟! إن أطفال المدارس يعرفون أن مقدسات المسيحيين في فلسطين وليست في الفاتيكان فهل يقول عاقل أو حتى جاهل أن على المسيحيين أن يهبوا لإخراج أي جيش إسلامي اقتحم مدينة الفاتيكان كجزء من مقدساتهم؟ وهل اقتحمت المقدسات الإسلامية جيوش مسيحية - كما يزعم مغالطاً - حتى يجب على المسلمين أن يهبوا لإخراجهم.
ليس في أرض الإسلام أي احتلال سوى احتلال العراق للكويت، ذلك الاحتلال الهمجي الغادر.. احتلال النهب والسلب والخدعة والظلام وهتك الأعراض وتشريد الشعب..هذا هو الاحتلال الذي هبت كافة الدول والحكومات-وليست المسلمة فقط-بشجبه والتنديد به والإصرار على انسحاب العراق الفوري وإعادة الحكم إلي أهله فقد انتهي عصر القراصنة.
أما مقدسات المسلمين التي يريد أن يخدع الناس بالزعم أنها قد احتلت فإنها تتمتع بالاستقلال التام والعيش الكريم في ظل دولة دستورها القرآن،ويحكمها الإسلام ولا يردها مسيحي ولا غير مسيحي ألا المسلمين فقط.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية قد اضطرت إلي دعوة أصدقائها من الدول المحبة للسلام والعالم الحر لمساندتها ضد عدوان ظاهر ونوايا سيئة بيتها حاكم العراق لكل جيرانه وبدأها بالكويت بدون سابق إنذار فإن جيوش هذه الدولة لم تطأ أرض المقدسات ولكنها تقف على الحدود التي تبعد عن أرض المقدسات أكثر من ألف وخمسمائة كيلو متر..وهي جيوش ليست محتله بل صديقة هبت للمساعدة.والحماية ضد أي عدوان وستجلو بمجرد أن يزول الخطر ويطلب منها ذلك.فهل يسمي هذا احتلالا واكتساحاً كما فعل حاكم العراق بجارته الصديقة المستقلة المسلمة المحسنة التي طوقت عنقه بالمكارم؟!
نعتقد أنها كذبة مكشوفة ومغلطة لا نتصور إنها انطلت على الصحفيين ولا أحد ممن سمعها ولكنه الفرد وحكمه الدكتاتوري الذي لن يدوم طويلا..