يظن بعض المسئولين أن الكاتب عندنا يكتب نقدا أو ملاحظة عن أعمال الدائرة أو المصلحة التي يتولى مسئوليتها إنما يهدف إلى الإساءة إليهم بينما أن الحقيقة هي العكس فهدف الكاتب دائما هو الإصلاح.. هو التنبيه.. هو تصويب الخطأ، وقد قال أحد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم "رحم الله عبدا أهداك إلى عيوبي" والمفروض أن يتقبل المسئول النقد والملاحظة بصدر رحب فإذا كان الكاتب على صواب بادر إلى إصلاح الخطأ وإذا كان في الأمر لبس أو سوء فهم بادر إلى التصحيح ويا دار ما دخلك شر.
هذا ما نرجو أن يشعر به كل مسئول عن عمل عام لخدمة المواطنين لأنني واثق أن كثيرا من الأخطاء أو الإهمالات أو التهاون إنما يقع دون علم هؤلاء المسئولين ولا يرضونه ولكن تأخذ بعضهم العزة ويأخذ على الكاتب لماذا لم يحضر إليه ويبلغه بذلك شخصيا بدلا من النشر.
ولكن الكاتب – أي كاتب – له وجهة نظر أخرى هي أن النشر يجعل من يقع في الأخطاء -0 عامدا أو غير عامد – والمتهاون والمهمل يتردد في الإقدام على ذلك إذا هلم أنه سيحاسب عليه أو ينبه إليه أما إذا أمن ذلك فإن لن يكترث فإذا انتهى الأمر بمثل هذا الاتصال.. لا تصبح كبيرة للتخلص من الخطأ..
جئت بهذه المقدمة بين يدي فقرات، وملاحظات أرجو أن يتسع لها صدر من ستتناول أعمال مصلحته أو دائرته وليتأكد أن هدف الجميع هو المصلحة العامة والمصلحة العامة وحدها.
ومن ثم فإنني أطالب جميع المسئولين عندنا أن يغيروا نظراتهم إلى ما يكتبه الكتاب من ملاحظات وفقرات ويعتبروهم أصدقاء لا أعداء لأن صديقك من صدقك – بتخفيف الدال – لا من صدقك – بتشديدها – وعلى فرض أن شيئا من هذه الملاحظات والانتقادات غير صحيح أو غير دقيق أو له مبرر فإن التصحيح والتبرير وارد ويصبح هناك أخذ وعطاء وتجارب بين المواطنين والمسئول.