الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 15:38

هل يعود الصفاء إلى تلك النفوس

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لا أدرى هل يخرج الأخوة اللبنانيون بعد هذه الحرب الأهلية الضروس التي أتت على الأخضر واليابس وخربت الديار وشوهت معالم الحضارة ورملت النساء ويتمت الأطفال؟ هل يخرجون منها سليمي النفوس معافين الصدور لتعود إلى وجوههم تلك البسمة ويسيطر على حياتهم ذاك الحب الذي كان لا يفرق بين مواطن وآخر وتشيع بينهم تلك الكلمة الحلوة التي كانت تتردد على الأفواه حيثما ذهبت وهي كلمة "تكرم" حتى أخذت تتردد على ألسنة بعضنا ممن عاشوا في لبنان كثيرا أو تعلموا فيها أو ترددوا عليها مرارا كل صيف؟

أجل لا أدري فهذه الحرب المجنونة تكاد تذهب بالعقل وتمس النفس والروح ففي كل بيت قتيل أو جريح أو معوق ومشاهد تذكرهم بهذه الحرب التي لم يستفد منها أحد، بل تأذى منها الجميع وخسر فيها الجميع وقرت عيون الأعداء والحاقدون على ازدهار لبنان الذي غطى كل ازدهار في المنطقة.

لقد كنا نقضى الصيف في لبنان ونعايش أخوة من المسيحيين فلا نشعر إلا بالمودة والإخوة بيننا وبينهم.

لا أدري هل يعود ذلك الصفاء إلى نفوس اللبنانيين بعد كل هذا الذي جرى بسبب السياسة الحزبية الخرقاء.

والآن هل انتهت الحرب في لبنان؟! في اعتقادي أنها انتهت وقنع كل من الطرفين من الغنيمة بالإياب ولكن بعض الأيادى الخفية مازالت تعبث وتفرق وتصطاد في الماء العكر من خارج لبنان وسيظل لبنان وحده هو الضحية ما لم يكف هؤلاء العابثون الذين يدفعون كل فريق ضد الآخر بما يمدونهم به من سلاح ويبثونه من تحريض. وأصبح الوضع ليس له من دون الله كاشف.

اللهم أهد الطرفين إلى ما فيه صلاحهم واصرف عنهم شر الدخلاء وأعد إلى نفوسهم ذلك الصفاء الذي كنا نعرفه فيهم والوفاق الذي عاشوه فأنت وحدك القادر على ذلك.         

معلومات أضافية

  • العــدد: 31
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي