أكثر المدارس في مكة وخاصة ما كان منها في مضايق حواري مكة تشكو عدم ملائمة البناء الذي تشغله للنشاط الجديد الذي غمر المدارس.
والمسئولون في إدارة التعليم بمكة إذا حدثتهم في هذا الموضوع طالبوك بإرشادهم إلى النافع من العمارات لإستئجاره والصالح من الأراضي لبنائه بشرط إعتدال الأجرة أو الثمن وحدثوك عن الأجور الغير معقولة التي يطلبها أصحاب العمارات الصالحة وعن الأثمان الباهظة للأراضي داخل البلدة فإذا اقترحت عليهم البناء في الأطراف حيث الأراضي الرخيصة الفسيحة أشاروا إلى صعوبة نقل المدارس الابتدائية إلى هناك ووجوب انتشارها بين حواري البلدة حيث كثافة السكان.
والذي أعرفه أنا، ويعرفه الكثيرون أن في داخل البلدة كثيراً من الخرابات والدور الوشيكة السقوط التي تعود لمديرية الأوقاف العامة وتحت نظارتها وهى في قلب البلدة، ووفق الرغبة المطلوبة.
وكونها أوقاف على المسجد الحرام أو غيره لا يمنع من الاستفادة منها كمدارس بعد إعادة بنائها على الطراز المدرسي إما بإستحكار أراضيها أو إستئجارها إجارة مضافة لسنوات قادمة وفى ذلك من غير شك غبطة للوقف وإنقاذ للمدارس من أوضاعها الحالية.
ومن ثمة فإني اقترح تشكيل لجنة للوقوف على هذه الأوقاف واختيار الصالح منها وإجراء مفاوضات بين وزارة المعارف ومديرية الأوقاف للاستفادة منها في الحدود المشروعة.
هذا هو اقتراحي الأول لإصلاح حالة مباني المدارس الابتدائية أما اقتراحي الثاني في حالة عدم وفاء عقارات الأوقاف بحاجة المدارس الابتدائية من مبانٍ فإن مشروع توسعة المسجد الحرام سيفيض عنه شيء كثير من الأراضي حول المسجد. وخير ما تستغل فيه هذه الأراضي بدلاً من المحلات والمكاتب التجارية هو إنشاء ما تحتاجه المنطقة من المدارس الابتدائية وخاصة أن هذا الموقع يعتبر أوسط مكان بين أكبر عدد من حواري مكة ومن ثمة فإني أقترح أن تستصدر وزارة المعارف من الآن أمراً بأحقيتها للأراضي الزائدة عن حاجة المسجد مما نزعت الحكومة ملكيته.
أما إذا لم يكن ميسوراً تنفيذ هذا أو ذاك – وما أظن ذلك – فإنه ليس أمام وزارة المعارف إلا أن تنشئ منطقة تعليمية جديدة في حي جديد خاص ينقل إليه المدرسون والتلامذة بوسائط النقل المنظمة ويكون الإنشاء والتنظيم على أحدث الطرق التربوية والتعليمية في الأقطار الأخرى.
ونرجو أن نكون بهذه الاقتراحات قد ساهمنا في الإرشاد إلى تسوية لهذه الحالة التي يشكو منها القائمون على التعليم والنشاط المدرسي.
التسول والإنحلال
بين يدي الآن رسالتان إحداهما من مكة بتوقيع (أبو خالد) والأخرى من الرياض بتوقيع (على فتاح سليم).
يقول أبو خالد في رسالته إلىّ: متى سيظل هؤلاء الصغار الذين يمتهنون الحمالة والزمزمة ونحن أحوج إليهم في الخدمة فما تزال أزمة الخدم مستحكمة يوماً بعد يوم دون إيجاد حل حتى أصبح خدم البيوت يؤثرون امتهان الحمالة والزمزمة مع التشرد والنوم في الشوارع والمساجد والطرقات على خدمة البيوت والحياة داخل البيوت لأن الأولى أكثر ربحاً من غير شك، ولا بأس من التشرد والمناظر المؤذية والملابس الرثة المهلهلة وخاصة أنهم في سن لا تمكنهم من التميز بين حياة وحياة وما يتعرضون له من إنحراف.
ويقترح على أمانة العاصمة إنشاء مكتب للتخديم يكون مشرفاً على توجيه الصغار من الخدم فيما يصلحون له ففي خدمة البيوت إلى سن معينة وفي الحمالة إلى سن معينة وفي الزمزمة بشروط معروفة ولكل عمل رخصة ولباس معين وترتيبات لتحسين حالهم وتطويرهم ولا بأس من تعليمهم ليلاً.
والاقتراح وجيه والحالة مشاهدة. فهل تحتضن أمانة العاصمة هذا المشروع باعتباره – في رأيي – من وسائل تجميل العاصمة؟!
أما رسالة السيد علي فتاح فإنه ينعي هذا التدهور الذي ينساق إليه بعض الشباب ويسمى شابين من شبابنا باسميهما الصريحين في مكة وعنيزة ويقول أنهما كتبا إلى مخرج برنامج ندوة المستمعين بإذاعة لندن يطلبان منه طبع قبلة حارة على خد (مقدمة) الندوة.
ويقول السيد علي فتاح أنه سمع بأذنه المذيع وهو يردد عبارة الشابين بكامل عنوانهما ويتساءل أليس هذا نوعاً من الإنحلال الخلقي متأسين بالمنحلين المنحرفين من أبناء الأقطار الأخرى؟
ويطالب بضرورة شن حملة شديدة على هذا النوع من الرقعاء ونشر أسمائهم ليرتدع الآخرون.
ونحن نغفل هذه المرة ذكر اسمي الشابين ونرجو من شبابنا الذين يتطلب منهم المستقبل صلابة ورجولة تهيأنهم لما يصبون إليه من عزة وكرامة لهم ولوطنهم الحبيب أن ينصرفوا لما هو أجدى وأشرف عما هو أتفه وأسخف وللوصول إلى إذاعة الأسماء أو نشرها وسائل كثيرة إن لم تؤد إلى التشريف والتكريم فلا أقل من أن تمنع السخرية والمقت فهل يفعلون ؟! نرجو.
المال الحرام
من تعاليم الإسلام اجتناب الحرام مأكلاً ومشرباً وموطئاً، وفي الإسلام تعاليم وآداب لو حافظ المسلمون عليها لكانوا اليوم أرفع مكاناً وأعز شأناً والذين يعيبون على الإسلام أحوال معتنقيه يلصقون بالإسلام معايب ليس منه بل هي معايب بعض من يدينون به فإن هذا البعض أشد ضرراً على الإسلام من أعدائه فتهاون كثير من المسلمين في تطبيق تعليماته وآدابه في حياتهم ومعاشهم أساء إلى الإسلام والمسلمين من حيث لا يشعرون، أما الأدلة والقصص فهي كثيرة لا يتسع لها مجال هذه الكلمة القصيرة.
والذي ذكرني بهذا الكلام ودفعني إلى هذه المقدمة هو خلق من أخلاق الإسلام افتقدته في كثير من المسلمين ثم وجدته في شابة من غير المسلمين فقيرة وتعول أطفالاً.
لقد هزتني القصة فأردت أن انقلها إلى القراء ليشاركوني التأثر والتمني أن يبث الله هذه الروح في نفوسنا جميعاً ليستقيم أمرنا وتصلح أحوالنا.
يقول الصحفي المعروف الأستاذ علي أمين في فكرته اليومية بجريدة الأخبار المصرية: أن محامياً انجليزياً اختلس مئات الألوف من الجنيهات من أموال القصر والأرامل الموضوعة تحت تصرفه لإدارتها لحسابهم وراح يوزع هذه الأموال على من يشاء ثم مات وليس فى القانون الإنجليزي ما يلزم المهدي إليهم برد الهدايا.
وكان من بين المهدي إليهم شابة أمطرها المحامي بالهدايا وأعطاها ثلاثين ألف جنيه في حياته فلم تكد تعلم بما حدث حتى ذهبت إلى المحكمة وسلمت إلى القاضي مبلغ ثلاثين ألف جنيه ومعاطف وفساتين وقالت للقاضي: إنني أعرف أن القانون لا يلزمني برد هذه الثروة، ولكني لا أستطيع أن أحتفظ بالمال الحرام.
ويقول الكاتب: والغريب أن هذه الشابة التي ردت هذه الثروة فقيرة ومدينة وتصرف على ثلاثة أطفال ولكنها فضلت الفقر والحرمان على أن تعيش على المال الحرام، إن السماء لن ترسل لها شيكاً بثلاثين ألف جنيه، ولكنها ستمنحها سعادة وراحة بال تساوي مليون جنيه!.
فمتى نسترجع هذه الروح ونحافظ على أخلاق الإسلام وآدابه ؟ إننا إن نفعل نصب خيراً كثيراً والحلال بين والحرام بين.
تشابه الأسماء
ضحكت كثيراً عندما قرأت في جريدة الأخبار المصرية أن الأستاذ محمد التابعي الصحفي تلقى سيلاً من الأسماء الحية في الأسرة بعد استعراض جميع الأسماء ليلة التسمية.
عندما حدث بالرياض حادث لمدرس يدعى صالح جمال تلقيت عدداً من الاستفسارات عن الصحة الغالية وكيف كان الحادث ومتى ذهبت إلى الرياض ومتى رجعت منها، ولولا معرفة الأصدقاء والأهل إنني لست من لاعبي الكرة ولا من عشاقها ولا متفرجيها فقد كان الحادث في لعبة كرة القدم كما أظن لما تشكك الناس في نسبة الحادث إلى.
أما متاعب اللخبطة بيني وبين ابن العم العزيز صالح جمال الحريري فحدث عنها ولا حرج فما أكثر ما يتكلم التليفون وأحياناً بالليل، وربما كنت على المائدة وقد أكون بعيداً عن التليفون فإذا ما جئت وسمعت اسم المتكلم ثم بدأ حديثه أدركت أن النمرة غلط كما يقولون فبمجرد ذكر كلمات وزارة الصحة. المستشفى. البرقيات. معاملتي. أدرك أن المتكلم إنما يريد ابن العم ولا يريدني أنا فأحيله عليه.
وعلى الرغم من أن ابن العم أراد أن يضع علامة فارقة بين اسمي واسمه فاختتمه بكلمة (الحريري) إلا أن الناس وقد أغرموا بالاختصار فإنهم يعتبرون كلمة (الحريري) زائدة؛ فيستغنون عنها فى الكلام.
الترفيه عن الموظفين
في حديث جرى بيني وبين صديق قديم لقيته مصادفة واستذكرنا معاً ذكريات الصبا وأيام الشباب وكيف طغت تكاليف الحياة على ما كنا نستمتع به من لهو برئ ولعب نزيه فأصبحت حياة الواحد منا كداً وكدحاً فلا ليالى "جعرانه" ولا سهرات "القماري" ولا أيام "ليا" ولا نزهات الهدى ووادي محرم، واستطرد بنا الحديث إلى شركة كبيرة في المملكة وكيف تعامل موظفيها فتمنح من يتزوج علاوة ومن يولد له مولود علاوة أخرى وكلما زاد المواليد زادت العلاوة.
وقد سألت نفسي أليس موظفو الحكومة أجدر بهذه المعاملة، وهذا العون على الزواج والتشجيع على الإنجاب؟!
ألم تكن الحكومة أولى بل أقدر على القضاء على العزوبة بهذه الوسيلة من وسائل الإغراء؟
إني أضع هذه الفكرة تحت أنظار المسئولين فهي في رأيي جديرة بالدراسة والبحث به والتنفيذ.