الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 19:08

إلام الخلف؟!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

حينما تولى وجهك شطر ديار الإسلام والعروبة تأسى وتحزن للانقسام والتمزق حتى بين رفقاء السلاح المرابطين على خطوط النار.

ولو أننا رجعنا إلى تاريخ الإسلام منذ فجره لوجدنا أن انتصار هذا الدين في جميع معاركه يرجع الفضل فيه لله أولا ثم للقيادة الموحدة والسياسة الموحدة والكلمة الموحدة.

وهكذا حدد الإسلام دستور الوحدة الحقيقية فقال من جاءكم وأمركم جميع يريد الفرقة فاقتلوه أو كما قال.

والذي يحز في النفس ويدمي القلب أكثر فأكثر هو الخلافات والانقسامات وسط المعركة وفي مواجهة العدو.. العدو الغاشم الظالم الذي لا يرحم كخلاف المنظمات الفلسطينية والمنظمات الأفغانية.

لم أكن أتصور أن المجاهدين الأفغان تحولوا إلى منظمات متعددة بزعامات مختلفة واتجاهات متنوعة بلغ عددها سبع منظمات متطرفة ومعتدلة بينما المعركة مع العدو على أشدها.

وأخيرا لبنان.. لبنان الذي يمزقه أبناؤه بأيديهم إربا إربا ويقتل المسلم الشيعي أخاه المسلم السني أو الدرزي والعكس بالعكس كما يقتل اللبناني المسيحي المسلم والعكس أيضا ولا يدري الإنسان لحساب من كل هذا؟ ألا يتذكر هؤلاء قول الشاعر الحكيم.

لو أنصف الناس استراح القاضي وبات كل عن أخيه راضي

وقبل ذلك وبعده رفقاء السلاح في فلسطين أو بتعبير آخر قضية العرب الأولى – قضية فلسطين هل يجوز أن يستمر الخلاف بين منظماتها وقياداتها وانحياز هؤلاء إلى دولة من الدول؟ وانحياز أولئك إلى دولة أخرى؟

ولماذا ندهش من استضعاف الأعداء لنا والاعتداء علينا والاستخفاف بمقدراتنا إذا كنا نحن على هذا الحال المبكية المضحكة.

مدننا تدك بالصواريخ والقنابل.. شبابنا يموت من يموت ويشوه من يشوه ويعاق من يعاق.. نساؤنا يشردن وأطفالنا يموتون.. كل ذلك يجرى تحت أبصارنا وأسماعنا ونحن في غفلة نختلف ونتطاحن ونسافر ونعود ونطير بين هنا وهناك لمناقشة هل يظل أبو عمار رئيسا لمنظمة التحرير أم يجب تغييره لا لأنه أخطأ أو استحق العزل ولكن لسبب آخر مع أن المسألة في نظرنا أبسط من أن نحتاج إلى كل هذا العناء فالطريقة التي جاء بها ياسر عرفات إلى المنظمة هي الطريقة المثلى لتأييده أو تغييره وتلك هي الديمقراطية الحقيقية وهي العدل وهي الحق والفلسطينيون وحدهم هم أصحاب الكلمة في هذا الشأن وأصحاب الرأي.

أما إذا فرطوا في ذلك ووضعوه في يد غيرهم فسلام على فلسطين وعلى قضية فلسطين إذا أدارتها الأمزجة الشخصية وغشيتها التيارات المتنازعة فيما بينهم وصدق الله العظيم إذ يقول «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».

معلومات أضافية

  • العــدد: 65
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي