- المجموعة الكاملة للشاعر محمد حسن فقي:

لست ناقداً أدبياً ولا شاعراً ولكني استطيع أن أزعم أنني ذواقة للشعر منذ كنت صبيا ثم شابا فقد كنت أقف عند كل بيت رائع من الشعر أو قصيدة وأحاول حفظها بل أكتب ذلك في دفتر صغير عندي أشبه ما يكون بالمختارات مازلت احتفظ به بين أوراقي وإن كان لم يتجاوز حجم الدفتر المدرسي ولهذا أجدني دائما في كتاباتي وأحاديثي أتمثل بمحفوظي من أبيات الشعر التي تناسب الموضوع من أمثال وحكم.

أكتب هذه المقدمة بعد أن فرغت من قراءة الجزء السابع من الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر المبدع الأستاذ محمد حسن فقي ومن لا يعرف هذا الشاعر الذي كانت ومازالت أحاسيسه الشاعرة تنبض بأصدق المشاعر والأحاسيس في قصائده الطويلة ورباعياته القصيرة حتى لينطبق عليه أدق معايير الشعر عندما حدد ذلك شاعرنا القديم فقال:

 وأن أشعر بيت أن قائله              بيت يقال إذا أنشدته صدقا

وإذا كان الأستاذ الشاعر السيد محمد حسن فقي تميز بالكثرة في أشعاره كما قال مقدم الديوان السابع الأستاذ محمد على مغربي فإنها كثرة تتسم بالإبداع لا فرق بين قديم وجديد أو طويل أو قصير, فكلها تنبض بالشاعرية الصادقة والأحاسيس العميقة والكلام الرائع. 

ولا أخالني بحاجة إلى الاستدلال بشيء من هذا الشعر الرائع الخالد فإن صحيفتنا دائماً لا تخلو من نماذجه وبالتالي فإن هذا الحيز الأسبوعي من كتاباتي يضيق عن أخبار تلك النماذج التي تضعني في حيرة ماذا أختار وماذا أدع فكلها خيار؟؟

تحية لشاعرنا الكبير من الأعماق التي تحمل له خالص الود ودعاء له بموفور الصحة والسعادة للمزيد من صياغة هذه المشاعر النابعة من الوجدان الحي الرقيق.     

  2- الصوت والصدى للشاعر حسين سرحان:

ليس هذا هو الديوان الأول لشاعرنا الفنان حسين سرحان فطالما غرد وصدح هذا الشاعر معبرا عن أحاسيسه المرهفة فقد سبق أن صدر له ديوان(الطائر الغريب) و(أجنحة بلا ريش) كلها تنطق بما طبع عليه هذا الشاعر المبدع من أصالة وعمق. باقة من الشعر الصادق المفعم بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية المؤثرة افتقدنا مثلها في هذا الزمن زمن الكلام الهزيل الذي يسمونه شعراً وما هو بشعر ولا يمت إلى الشعر بصلة منينا به في هذا العصر في نطاق المؤامرات التي تحاك ضد اللغة العربية.. اللغة الشاعرة. لغة امرئ القيس وزهير بن أبي سلمى وعمر بن أبي ربيعة وصريح الفواني والمتنبي, وذلك الذي قال:

إذا الشعر لم يهزرك عند سماعه                 فليس جديراً أن يقال له شعر

شكراً للشاعرين الكبيرين على هديتهما القيمة وتحية وأمنية صادقة لهما بالاستمرار في التغريد والعطاء من هذا النوع الجدير بأن يسمي شعراً وفقهما الله.