أواصل اليوم حديثي عن الجمعيات الإسلامية في أندونيسيا بزيارتي للمركز الإسلامي بجاكرتا صباح يوم الأحد حيث احتشد آلاف المسلمين نساءاً ورجالاً وصبياناً حيث يجتمعون كل يوم أحد – وهو يوم العطلة الرسمية في أندونيسيا- يجتمعون في مسجد المركز الكبير الذي أسسه قبل تسعين سنه الحبيب السيد على الحبشي – رحمه الله – وخلفه عليه ابنه الحبيب السيد محمد بن على الجفرى. يقوم هذا المركز برعاية آلاف المسلمين في أندونيسيا وله فروع في بعض المدن الاندونيسية لنفس الغرض وقد شققت طريقي إلى المسجد بصعوبة بين آلاف الحاضرين والحاضرات لهذا التجمع الأسبوعي حتى سدوا الشارع بعد. أن ملأوا المسجد بطابقيه وساحاته.
وبعد تقديم الحبيب محمد على الجفرى لى إلى الحاضرين كزائر من مكة المكرمة للمركز طلب مني إلقاء كلمة في هذا الجمع فلم يسعني إلا الإستجابة من شدة تأثري بالمشهد فابتدأت كلمتي بالبسملة والحمد لله والصلاة على رسول الله ثم هتفت: ما شاء الله.. ما شاء الله على هذه الوجوه المشرقة والنفوس المطمئنة التي أراها ضاحكة مستبشرة وإني لأتصور في هذا المشهد قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يقرأون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده – أو كما قال- فهنيئاً لكم هذا التجمع وهنيئاً لكم بمشايخكم الذين يتيحون لكم مثل هذه الفرص الروحية ثم قلت ما معناه أنني لم آتي إليكم معلماً ولا ناصحاً ولكني أتيت زائراً ولأتعلم منكم ومن مشايخكم خصلة التفاني في سبيل الدعوة الإسلامية وخدمة المسلمين ثم أردفت أننا لم نسمع من قصص الذين أسلموا: كيف أسلموا؟! إن أحدا منهم قال: أن فلانا دعاني للإسلام لأدخل الجنة فأسلمت..لا.. بل الجميع كان يردد أنه دخل الإسلام لما علم ما فيه وفي تعليماته وفي توجيهاته من خلق وسلوك ودعوة لخيري الدنيا والآخرة وما أقرأ من سيرة رسول الإسلام وصحابته ومعاملتهم لبعض ومعاملتهم لجميع البشر مهما تعددت أديانهم فإذا أردتم أن تصبحوا جميعاً دعاة إسلام دون تعليم أو دراسة فما عليكم إلا أن تلتزموا في سلوككم وحياتكم وداخل بيوتكم وأمام زوجاتكم وأولادكم وأقاربكم ومعارفكم والناس أجمعين بما تعلمتموه من تعاليم الإسلام وتعاملوها بنفس الروح وتكونوا قدرة حسنة.
بعد ذلك انتقلت إلى مسجد البركة مقر الشافعية الإسلامية وهي معاهد أسسها الحاج عبد الله شافعي – رحمة الله عام 1927م.
وتهدف هذه المعاهد إلى تربية أبناء المسلمين – بنين وبنات – تربية إسلامية وتعمل على نشر العلوم والمعارف الإسلامية والقيام بجولات للدعوة إلى الإسلام بالمساجد وإنشاء الحلقات الدراسية الدينية بها وإنشاء صندوق الأوقاف الإسلامية للأعمال الخيرية. وقد بلغ عدد مدارس ومعاهد هذه المؤسسة 39 بين روضة أطفال ومدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية وعليا ومعهد للمكفوفين ومدرسة لليتامى.. وتكرر المشهد ووجدت حشداً كبيراً بهذا المسجد يتلقون الدروس والمحاضرات كل أحد بصورة جماعية واستقبلني رئيس المعاهد الحاج عبد الرشيد بن عبد الله الشافعي ابن المؤسس وعدد من أعضاء المعاهد وقدمني للحضور كزائر ومتحدث ولم أجد بداً من الوقوف والتحدث إلى الحضور فاستفتحت بالبسملة والحمد لله أيضاً ثم الصلاة على رسول الإسلام وهادى الأنام و الدعاء ثم وجهت الكلام للحاضرين.
حيث رويت لهم حديث إنقسام المسلمين بعد الرسول إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة أهل السنة والجماعة وحذرتهم من الدعوات المضللة والفرق الضالة التي تفرق ولا تجمع والتي تسير في ركاب الصليبية والصهيونية لهدم الإسلام وتفرق كلمة أهله ونشر الطائفية البغيضة وحثثتهم على تعلم اللغة العربية لأنها لغة القرآن الذي هو الدستور الإسلامي للمسلمين وبتعلمها يستطيعون تذوق حلاوة القرآن وعذوبة الإيمان. وانتهي اللقاء كما انتهي اللقاءان الأولان في جو مفعم بالأخوة الإسلامية.. وبقيت لي بعض الملاحظات والانطباعات العامة عن أندونيسيا سأتحدث عنها في الكلمة القادمة والله من راء القصد.
من البريد..
رسالة موجهة من عدد من موظفي الشئون الصحية بمكة المكرمة إلى معالي وزير الصحة يسترحمون فيها أمره بصرف مكافأة موسم حج 1408ﻫ والتي لم تصرف حتى الآن والتي علقوا عليها آمالهم لسد نقص مطالب الحياة وأصبحت ركيزة من ركائز معاشهم وأنا أضع هذه الرسالة تحت نظر معالي وزير الصحة وفقه الله.