دأبت جامعة أم القرى بمكة المكرمة على تحقيق ونشر عدد من مؤلفات التراث الإسلامي العربي المقبور في المخطوطات بمكتبات العالم فأصدرت عدداً كبيراً منها فاستحقت بذلك الشكر والثناء، وما تزال تنبش عن هذا النوع من المخطوطات لتقوم بتحقيقه ونشره وهي عملية ليست سهلة من الناحيتين العلمية و المادية. آخر ما صدر عن الجامعة الجزء الثاني من كتاب"غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام" لعز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد وهو ابن المؤرخ الكبير الشهير النجم عمر بن محمد بن فهد مؤلف كتاب (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) الذي طبعت منه الجامعة ثلاثة أجزاء والرابع تحت الطبع.

ويؤرخ هذا الكتاب أي (غاية المرام) لمن ولى مكة المكرمة من الحكام إبتداء من الصحابي الجليل عتاب بن اسيد الذي ولاه الرسول عليه الصلاة والسلام على مكة وأوصاه بأهلها خيرا.. إلى عهد المؤلف الذي يقع بين عامي 85و 922 للهجرة. ولا تزال الجامعة- أو على الأصح – مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي يبحث وينقب عن التراث المدفون في المخطوطات ويقشع الغبار عنه ليخرجه للناس في أجمل حلة وأضبط تحقيق وخاصة تاريخ مكة المكرمة. فقد علمت أن تاريخا من تواريخ مكة المقبورة بين المخطوطات عدة قرون موسوم بمنائح الكرم للمؤرخ السنجاري المكي يجري الآن تحقيقه تمهيداً لإصداره ضمن سلسلة(من التراث الإسلامي).

شكراً لجامعة أم القرى على جهودها الموفقة في هذا المجال مع تمنياتنا لها بالمزيد من التوفيق لإخراج هذا التراث الثمين من الظلمات إلى النور، والله الموفق.