الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 21:24

كنت في اندونيسيا (1)

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

أجل.. كنت في اندونيسيا فماذا رأيت فيها؟! لست أول من سافر إليها ولا آخر من سافر ولكن الكاتب – إذا جاز لي أن اسمي نفسي كاتبا – إذا وطئ أرضاً تنشط حواسه لإلتقاط مختلف الأحاسيس سمعية فيحاول أن يرويها لقارئة تنفيسا عن مشاعره قبل كل شئ ثم أشراكا – ليس من الشرك ولكن من المشاركة – في تلك الأحاسيس. أندونيسيا أكبر بلد إسلامي من حيث السكان على الأقل فقد بلغ سكانها حتى الآن نحو مائة وثمانين مليونا يزيدون كل عام بنسبة 3% تبلغ نسبة المسلمين منهم 87% وتبلغ مساحتها أكثر من خمسة ملايين كيلو متر مربع عبارة عن جزر صغيرة وكبيرة تبلغ عددها ثلاثة عشر ألف وستمائة وسبعة وستين جزيرة وتقع جنوب شرق آسيا بين المحيط الهادي والمحيط الهندي.

استعمرها الهولنديون ثلاثمائة وخمسين سنة واليابانيون ثلاث سنوات ونصف واستقلت في عهد الرئيس سوكارنو في 1945م. لغتها الرسمية(بهاسا) إحدي اللغات الأندونيسية التي تتراوح بين 150 و200 لغة.

دخلها الإسلام في القرن الثالث عشر الميلادي مع قدوم التجار العرب الذين نشروا الإسلام فدخله ملوك الهندوك وأتباعهم وتبلغ نسبة المسلمين فيها 87% - وإذا كان هناك من أمر يجب الإشادة به فهو أن الرئيس سوهارتو الرئيس الحالي للجمهورية الأندونيسية الذي تسلم السلطة من الرئيس سوكارنو قد قضى على الشيوعية ويواصل مكافحته لها ومنع نشر تعاليمها:

ويشيد الأندونيسيون في أحاديثهم دائما بموقف المملكة العربية السعودية مع دولتهم في جميع المحافل الدولية فقد كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإستقلال أندونيسيا وفي مقدمة الدول التي أيدتها في قضيتها مع البرتغال في مشكلة تيمور الشرقية التي أدمجت ضمن جمهورية اندونيسيا عام 1976م.

ولكن من أعجب ما سمعته كان على لسان رئيس جمعية نهضة العلماء في اندونيسيا السيد عبد الرحمن ولا ادري من أين أتى بمقولة داحضة لأن الحكومة الإسلامية وأسلوب قيامها وكافة تنظيماتها درجت عليه دول الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين بصرف النظر عما حصل من خلط وخلل لاذنب للإسلام فيه ولكنه نتيجة للإبعاد التدريجي عن الإسلام وتعليمات الإسلام وغزو الأهواء الذي أخذ ينقض على الدولة الإسلامية ومع ذلك لا تزال هناك دول إسلامية في مقدمتها المملكة العربية السعودية التي هي النموذج الحقيقي للدولة الإسلامية دستورها القرآن والسنة النبوية وفي كثير من البلاد الإسلامية التي ابتعدت عن الإسلام بسب الاختلافات وسيطرة الاستعمار والصليبية، في كثير من البلاد الإسلامية الآن صحوة ورجعة إلى المناداة بالدولة الإسلامية والحكم الإسلامي. ومن أعز الأمنيات عندي وعند كل مسلم أن تكون دولة أندونيسيا من هذه الدول التي تعمل على إضفاء الصبغة الإسلامية على تشريعاتها وأحكامها لأنها دولة تتمتع بأغلبية ساحقة إسلامية والحكم الإسلامي والتشريعات الإسلامية لا تصادر حرية أي مؤمن بدين آخر بل ينص على أن لهم ما لنا، وعليهم ما علينا ولهم دينهم ولنا ديننا ولن يضار أحد بالحكم الإسلامي وبالفعل عاش غير المسلمين تحت حكم المسلمين قرونا طويلة لم يظلم منهم أحد ولم يضع حق لأحدهم قط.

وقد أثلج صدري ما سمعته عن الروح الطيبة والدعم الكبير الذي يضفيه الرئيس سوهارتو على الجمعيات الإسلامية وبناء المساجد وحرية الدعوة إلى الله الأمر الذي نرجو أن يكون خطوة على الطريق المؤمل والمنتظر في نفس كل اندونيسي وهي ليست في حاجة لأكثر من رعاية وسقي من ينابيع الوحي وسيرة الرسول لتؤتى ثمارها الطيبة بإذن ربها لاسيما وأن الاستعداد عند القيادة موجود وكل آت قريب.

هذه لمحة جغرافية عن أندونيسيا وفي الكلمة القادمة بإذن الله سأتحدث عما رأيت في اندونيسيا والله المستعان.

معلومات أضافية

  • العــدد: 50
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي