الأربعاء, 10 أغسطس 2011 00:10

إلى متى هذه الحفريات؟ - البلديات والجهد الضائع!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لا ندرى أقدر على أموالنا أن تبدد وثرواتنا أن تضيع هكذا دونما حرص على وضع الشيء في موضعه ولم نستطع تعليل هذه الظاهرة والدوافع إليها.

والأمثلة على هذه الظاهرة كثيرة نذكر منها:

هذه الحفريات التي تقوم بها إدارة عين زبيدة منذ سنوات وكأن أمثال هذه الأعمال إنما تجرى ارتجالاً مع أن المفروض أن توضع لكل خطوة من هذه الخطوات خرائط وتقديرات وكأن إدارة عين زبيدة ليس فيها مهندسين ولا خبراء، وإلا فما معنى أن تقوم الإدارة اليوم مثلاً بمد ماسورة في ناحية ما ثم نقوم بعد شهرين بإعادة الحفر ومد ماسورة أخرى أو إبدال السابقة ثم نقوم في وقت ثالث بنفس العملية؟!

وكم من الأموال يا ترى أنفقت على هذه العمليات؟

وما هو تقدير الأضرار الناجمة عن تكسير الشوارع وإتلافها واللاحقة بالسيارات وأصحابها؟!

وما هو مدى الخسارة الأدبية لظهور شوارعنا بهذا المظهر الذي أصبح مبعث استياء الجميع وإلى متى ستظل هذه الحفريات بلا نظام ولا أنفاق محددة تجرى فيها جميع الخطوط المماثلة فلا حفر ولا تكسير وتصبح لنا شوارع منظمة كغيرنا من عباد الله.؟

ومثال آخر من هذا التبديد والصرف في غير موضعه هو هذه الرمال التي تذر في حفريات الشوارع ثم لا تلبث أن تذروه الرياح أو كفرات السيارات فتصبح بين عشية وضحاها كأن لم تكن ويعود إلى الشوارع وجهها الكالح وحالها غير الصالح وتظل هذه العملية تكرر وينفق عليها ما ينفق دون جدوى وتعود السيارات للتلاطم والتفكك وتزدحم الورش بالسيارات الخربة من جراء هذه الطرق وتتضاعف أرباح موردي قطع الغيار وموزعيها وترهق ميزانيات متوسطي الحال من مصاريف السيارات.

إننا نرجو أن يتبصر المسئولون عن هذه الأعمال نتائجها وأن يضعوا نصب أعينهم أن الأمانة والإخلاص هما دعامتا النجاح، (أصلحنا الله جميعاً ووفقنا لتتبع عيوبنا وإصلاحها).

في نظام أمانة العاصمة والبلديات اختصاصات ضخمة لا أرى أمانة أو بلدية قائمة بها أذكر منها على سبيل المثال إنشاء محلات لتشغيل العاطلين وتأمين إيواء العميان والبكم واليتامى والنظر في إصلاح معيشتهم.

ولكن أمانة العاصمة مشغولة مشغولة جداً بما ليس من اختصاصها منصرفة كل الانصراف عن اختصاصاتها، فالتنظيفات يقوم بها متعهد.. والتنويرات يقوم بها متعهد.. ومصلحة الموتى أعطيت مرة لمتعهد ومن يدرى فقد تحال جميع أعمالها بالتدريج إلى متعهدين.

أما ما هي مشغولة به وصارفة إليه جميع موظفيها وجهودها فهو هذه القضايا التي تدور في حلقة مفرغة ثم تنتهي إلى القضاء الشرعي بعد أن تكون استنفذت كثيراً من وقت وجهد أمانة العاصمة.

قضايا طويلة عريضة لا نهاية لها.. اعتداء على أرض، فتح منور فتح باب.. تداخل حدود.. انتقالات وكشفيات ومهندسين.. وجهد ضائع لأنه بعد كل هذا من حق من لم يناسبه حكم البلدية أن يطلب الشرع وتحال المعاملة إلى المحكمة للحكم فيها بالوجه الشرعي دون أي اعتبار لإجراءات البلدية.

أليس من الأجدى إذن ألا تنظر أية قضية من هذه القضايا في البلديات وتقدم مباشرة إلى المحاكم؟!

أليس من الأوفر للجهد والمال أن ينصرف موظفو البلديات والأمانات إلى صميم اختصاصهم فهيئوا لنا خبزاً نظيفاً ناضجاً موفور الوزن.. وشوارع ومنعطفات نظيفة منورة وحدائق ومتنزهات منمقة.. ومواصلات مريحة منظمة إلى آخر ما جاء في نظامها من اختصاصات وأعمال هي من صميم شئون البلديات.

إننا نرجو أن تمنع أمانة العاصمة من إضاعة وقتها وجهدها في قضايا الحقوق وصرف جهودها إلى ما هو أجدى (وأن مهمتنا لفت الأنظار والتعاون على خدمة الصالح العام، وفقنا الله جميعاً إلى ما فيه مصلحة العباد والبلاد إنه سميع مجيب الدعاء).

معلومات أضافية

  • العــدد: 18
  • الزاوية: شئون وشجون
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: حراء
الذهاب للأعلي