حركة المرور زمن الحج من معضلات الموسم التي يهتم بها رجال المرور ويضعون لها الخطط والأنظمة بغية تسهيل المرور خلال تلك الأيام وهي حالة طبيعية في كل بلد سياحي يفد إليه آلاف السياح فضلاً عن بلد كمكة تفد إليها مئات الآلاف من مختلف الأجناس يتجمعون فيها في أيام معدودة لا يجوز لأحد منهم مغادرتها قبل حلول اليوم الموعود ثم يتحركون فيها إلى منى وعرفات في وقت واحد وساعات محدودة لا يجوز تخطيها فلا يجوز تجزئتهم كأن يحج منهم كل يوم مثلاً مائة ألف. بخلاف البلدان السياحية الأخرى التي يخرج منها أناس ليدخل آخرون.
والذي نريد أن نقوله بهذه المناسبة هو أننا نرجو أن تكون تعليمات المرور صريحة وواضحة مفهومة لدى جميع رجال المرور من ضباط وكونستبلات وجنود وألا يكون فيها أي تناقض أو شيء يستعصى على الفهم. وأقول هذا الكلام وأقص معه قصة وقعت لى بالذات في العام الماضي فقد خرجت من دارى بالزاهر يوم 12 ذى الحجة بعد العصر أقصد مكتبي بسوق الليل وعندما جئت إلى الحجون ردني الجندي الواقف عند مفرق الطرق بين جرول والحجون وريع الكحل قائلاً إن طريق سوق الليل من ريع الرسام فتحولت السيارة إلى ريع الرسام فحارة الباب فالمسفلة وعند مخفر المسفلة رفض الجنود الواقفون هناك السماح للسيارة بالدخول إلى أجياد طالبين منها أن تتجه صوب طريق كدي أي أن على أن أذهب إلى منى مرة أخرى وألزم «الصرا» حتى أتمكن من المرور من المعابدة فالخريق فسوق الليل ومعنى هذا أنى سوف لا أصل ولا بعد منتصف الليل فآثرت ترك السيارة في المسفلة لتنفذ هذه التعليمات ومشيت إلى سوق الليل على قدمي بعد أن اتصلت بعدد من المسئولين في الشرطة فلم يستطع أحد منهم أن يحل الأزمة.
صحيح أن نظام المرور في اتجاه واحد نظام جميل مستحسن ولكن ذلك في بلاد غير بلادنا التي منيت بكثرة الجبال والمرتفعات في وسطها وقلة المنافذ فإن من كانت داره بأجياد مثلاً وسارت سيارته إلى سوق الليل لأمر ما فإن عليه ليتمكن أن يعود إلى أجياد في نظام السير في اتجاه واحد أن يذهب إلى الحجون فجرول فحارة الباب فالشبكة فالمسفلة فهو مرور شاق مرهق، وليست علة العلل عندنا في السير في اتجاهين مختلفين كما أعتقد بل علة العلل في العطل الذي يصيب بعض السيارات فيعطل المرور ويظل الخط معطلاً حتى يصل الونش لإخراج السيارة المعطلة وتستأنف الحركة سيرها وهذه العلة موجودة أيضاً حتى في نظام السير في اتجاه واحد، ولو عمد رجال المرور إلى الاستعانة بركاب السيارات المتراصة خلف السيارة المعطلة وأفهموهم أن الوقوف هو عطل سيارة وطلبوا منهم معاونتهم على إزاحتها من الخط ليتمكنوا من استئناف السير لما تخلف أحد عن هذه المعاونة فكل منهم يريد أن يسير مهما كلفه الأمر وعلى رجال المرور أن يظلوا يتفقدون الخطوط لإزاحة ما توقف عاطلاً وتسيير ما توقف دون عطل ثم لا بأس بعد ذلك أن يكون السير في اتجاهين.
والعقدة الثانية في المرور هي عقدة الطريق إلى منى أيام التشريق فإن على من يريد الذهاب إلى منى ولو كانت داره عند الجمرة الكبرى أن يذهب إلى قرب مزدلفة من خط دقم والوبر ويدخل منى من أعلاها.
والآن وقد وجدت الطرق الجديدة الثلاثة طريق المدرج والطريق المقابل له الموصل إلى السد والطريق الثالث النافذ من مجرى الكبش فإن على قلم المرور إعادة النظر في نظام سير السيارات أيام التشريق والتخفيف عن ركاب السيارات من هذا الدوخان المفروض عليهم وقصر سير السيارات على هذه الشوارع الثلاثة فقط خلال هذه الأيام دون حاجة إلى طريق دقم والوبر.
أرجو أن يتفضل رجال قلم المرور بالنظر في هذا والتخفيف عن الناس!! خفف الله عنهم وهداهم إلى الصواب.