المقال القيم الذي كتبه الأستاذ محمد حسين زيدان في جريدة الشرق الأوسط الغراء يوم السبت الأسبق تحت عنوان "تجارة السلاح.. بلطجة" مقال جدير بالعناية والتدبر من جميع الدول العربية بالذات.
وعلينا أن نتأكد أنه لا أمريكا ولا روسيا ولا دول أوروبا المنتجة للسلاح تريد لقضية فلسطين أو قضية الشرق الأوسط – كما أطلقوا عليها أخيرا – ولا المشاكل المتفرعة عنها. أن تنتهي أو تضع الحرب أوزارها بين العرب وإسرائيل أو بين العرب بعضهم البعض بل إن بعض تلك الدول التي انحسر استعمارها الظاهر ما تزال تعمل على إثارة الفتن وخلق المشاكل هنا وهناك ليظل ابتزاز بعضها لأموال الشعوب العربية وثرواتها من جهة ولإعطاء صورة قاتمة لما بعد الجلاء ليقولوا للشعوب المتحررة: أي العهدين أفضل؟! عهد الاستعمار الإنجليزي أو الفرنسي أو الهولندي؟! أم عهد التحرر الوطني والثورات والانقلابات والتناحر على السلطات؟!
نعم لا يريدون لأي قضية من قضايا الأمم التي كانت تحت استعمارهم أن تنتهي أو تحل لأنها إذا انتهت سوف لا يجدون أسواقا لإنتاجهم من الأسلحة القديمة والمتطورة وبالتالي ستتوقف مصانعهم وتتفشى البطالة في مجتمعاتهم وتتدهور أوضاعهم الاقتصادية..!
وعلينا أن نصدق هذه المسرحيات التي نشاهدها كل يوم من إرسال مندوبيهم إلى هنا وهناك باسم تقصي الحقائق أو تقريب وجهات النظر أو إصلاح ذات البين أو تخفيف حدة التوتر وتقمص شخصية حمائم السلام فلو أننا تتبعنا نتائج كل تلك الرحلات التي نقرأ عنها لوجدنا أنها من قبيل صب الزيت على النار أو ذر الرماد في العيون ووسيلة شيطانية لاستمرار التوتر والمزيد من المشاكل والحفاظ على وضع حالة اللاسلم واللاحرب أطول وقت ممكن لأن السلم سيفقدهم مركزهم التسلطي والاقتصادي وربما تدمير اقتصادهم ولأن الحرب على ضوء مخترعات الدمار التي تسابقوا فيها قد تدفعهم إلى العمل الانتحاري "علي وعلى أعدائي يا رب" ويستجيب الله دعاءنا فيهم فيكون تدميرهم من تدبيرهم.
نعم علينا ألا نصدق أنهم يريدون السلام حقا وما موقفهم جميعا – الصديق والعدو على حد سواء – في التصويت على قضية ضم الجولان في الأمم المتحدة إلا أسطع دليل على أنهم في الكفر والكره والمكر سواء ولم يقف بجانبنا إلا أمثالنا المضطهدون من الشعوب الأخرى المحبة للسلام فعلا.
علينا أن نطلب تفسيرا من أولئك الأصدقاء والأعداء الذين صوتوا ضد مطلبنا العادل لمعاقبة إسرائيل على عربدتها في الأراضي العربية وقتلها لأبنائها الآمنين بل ومن أولئك الذين امتنعوا عن التصويت أيضا.
ولعل أهم ما يجب علينا وفي هذه الظروف بالذات هو نبذ الخلافات التي سادت أمتنا العربية فأغرت إسرائيل أولا وساداتها ثانياً بالاستهتار بنا والانحياز إلى إسرائيل جهارا نهارا ودون حياء أو خجل.
أجل نبذ الخلافات وتوحيد الكلمة والسياسة والوقوف صفا واحدا ليحل الاحترام والتقدير محل الاستخفاف والاستهتار.. فهل نفعل؟! نرجو..