الأربعاء, 10 أغسطس 2011 12:14

كل أسبوع

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

«تعب كلها الحياة» هذا الشطر من بيت أبي العلاء المعري يؤكد المثل القائل «لا حلاوة بدون نار» وهو الجواب الكافي لمن يشكون من مشاكل ومتاعب المساهمة في المخططات الخاصة بالأراضي لأن هذه المساهمة نوع من المتاجرة تحتمل الربح والخسارة..

وحتى الذين يعملون في التجارة والاستيراد لا تخلو أعمالهم من مثل هذه المتاعب ويعانون الكثير في صمت. فأحيانا تصلهم بضائع تالفة وأحيانا أخرى تصل مختلفة عن المطلوب وثالثة يكتشفون أن العميل نصاب وآخر ما ظهر فى عالم التجارة عمليات القرصنة في البحار وخطف البواخر بحمولتها كاملة وتوجهها إلى ميناء غير المرسل إليه وبيعها هناك لحساب القراصنة.

وفي رأيي أن المشاكل التي تنشأ عن المخططات والمساهمات في الأراضي أقل خطرا من هذه المشاكل التجارية التي أشرت إليها، ولكن الضجة حول هذه أكبر مع أن كل شئ يمكن السيطرة عليه، ولا أدري أهو تقصير من الجهات المسئولة عن فض مثل هذه المنازعات أم هو إصرار المساهمين على عدم الرضا من الغنيمة بالإياب.

أن مشاكل المساهمة محلولة فدوائر التنفيذ عندنا لا تتوانى عن وضع الحق في نصابه وإعادته إلى صاحبه وهذه قضايا العقار وغيرها من الديون لا تستحمل ساعات "ادفع بالتي هي أحسن" أو اخلي أو السجن، وعندما يصل الأمر إلى هذه الدرجة يتم الدفع في الحقوق أو الإخلاء في العقار "ويا دار ما دخلك شر".

فلماذا تعجز دوائر التنفيذ في قضايا المساهمات؟!

نعتقد أن في الأمر سرا وهو أن المساهم الذي وضع ماله للاستثمار لا يريد أن يدين بقاعدة (فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون) بل يريد الأرباح ويظل ينتظر سنة وأخرى وثالثة وسابعة حتى تكبر المسألة وتستعصى على الحل لأن قيمة الأراضي ترتفع بين سنة وأخرى..

وعلى الرغم من كل هذه الضجة التي تثار بين حين وآخر عن المساهمات ومخططات الأراضي فإن الناس ما يزالون يتهافتون على كل جديد معلن عنه ثم يصرخون: أين وزارة التجارة؟!

إن جميع الذين أعلنوا عن المساهمات العقارية هم من أبناء البلاد المعروفين المقيمين بها ولم نسمع عن هروب أحدهم خارج البلاد والحل الوحيد في نظرنا هو واحد من اثنين:

فإما أن يتقدم المساهم إلى دوائر التنفيذ بإيصاله طالبا استرجاع حقه وعلى هذه الجهة إحضار المدعي عليه وتكليفه بالدفع أو يسجن كغيره من كل آخذ حق أحد على ضوء اتفاق المساهمة لأن المؤمنين على شروطهم.

وإما إذا كان المساهم مصرا على الربح فإن عليه الانتظار دون ضجيج ودون تحميل الجهات الرسمية مسئولية توريطه في هذا النوع من المتاجرة لأنه هو المسئول عنه.. وكما قلنا في صدر الكلمة أن التجارة أي تجارة لابد لها من مشاكل ومتاعب «ولابد دون الشهد من إبر النحل».

معلومات أضافية

  • العــدد: 6081
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي