الأربعاء, 10 أغسطس 2011 12:20

عيد بأية حال عدت يا عيد؟!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

منذ أكثر من ثلاثين عاما وبالتحديد منذ 15 مايو 1948 عندما سلمت بريطانيا أرضنا وديارنا - أرض فلسطين - إلى المغضوب عليهم من شذاذ الأرض وقتلة الأنبياء وعبدة العجول والمال..

منذ ذلك التاريخ السحيق وأخواتنا في فلسطين تمر بهم الأعياد عيدا بعد عيد وهم يعانون من الظلم - ظلم العالم كله - في صور من التشرد خارج أرضهم وداخلها ينتظرون عيدا جديد يعودون فيه إلى ديارهم وأرضهم السليبة ويلتقون بأهلهم الذين تفرقوا عنهم ولتلتئم شمل الأسرة الواحدة التي أصبحت الأم في بلد والأب في بلد والأبناء والبنات في بلاد أخرى، إن شبع أحدهم جاع الآخر، وإن صادف بعضهم راحة مؤقتة لقي الآخرون من متاعب الحياة ما ينغص عيشهم ينظرون إلى خيرات بلادهم وثمرات أرضهم يتمتع بها غاصب سالب تعجز قوانين الأرض أن تنصفهم ويتآمر عليهم قضاة الشرق والغرب لإضاعة حقوقهم واستمرار ظلمهم وهم صامدون صابرون في انتظار العيد الحقيقي عيد انتصار الحق على الباطل.. عيدا وعد الله به كل صاحب حق انتزع منه حقه بغير الحق.

يتجرعون مرارة هذا الظلم ويتحملون متاعب التشرد واللجوء ويقبل القادرون منهم على الجهاد والعزاء بنفوس راضية مطمئنة إلى نصر الله وعاقبة المجاهدين التي هي إحدى السنتين إما الشهادة وإما النصر لكن عيد هذا العام يمر بهم ومرارة النفوس تبلغ ذروتها، ليس في نفوسهم فحسب ولكن في نفوس العرب والمسلمين جميعا لأن الظلم الذي أثقل كاهلهم خلال هذه الحقبة الطويلة من الزمن وظلوا يتحملون ويصبرون عليه برباطة – جأش وشجاعة قد قارب جهادهم وكفاحهم وتشردهم فإذا بالعدو ينجح في بث الخلاف والفرقة بينهم فتتحول سهامهم ورماحهم التي هي بلغة العصر الحديث صواريخهم ومدافعهم ودباباتهم من عدوهم اللدود إلى صدور بعضهم البعض على هذه النهاية المحزنة.

والأنكى من كل ذلك أن يحاول فريق من إخوانهم العرب رأب الصدع وجمع الشمل والعودة إلى الخندق الواحد فيأتي فريق آخر ليزكي نار الفرقة ويوسع شقة الخلاف بل يدفع الفلسطيني إلى قتل أخيه الفلسطيني بقوة ووحشية..

أفلا يحق لنا أن نردد مع المتنبي بيته الشهير:

عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد

أيها الأخوة من أبناء فلسطين في الجبهتين المتخالفتين إن الخلاف في هذا الظرف كارثة الخاسر الوحيد فيها أنتم وحدكم وفيه انهيار لقضيتكم على غير ما تحبون بل فيه شماتة لعدوكم وحزن بالغ لإخوانكم في العروبة والإسلام.

فاتقوا الله في أنفسكم وأهليكم، ومن يتق الله يجعل له مخرجا.

معلومات أضافية

  • العــدد: 6249
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي