الأحد, 07 أغسطس 2011 12:00

للصائمين فقط

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

 

 

لشهر رمضان و بالقرآن صلة قوية، ففي شهر رمضان أنزل القرآن؛ هدى للناس وبينات من الهدى. وفي شهر رمضان كان جبريل كل عام يدارس الرسول القرآن. وفي شهر رمضان كان عليه السلام يكثر من قراءة القرآن. وكان بعض الصحابة يعتمدون على العصي من طول القراءة في القيام؛ ولا ينصرفون إلا عند الفجر وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان كل ثلاث ليال. وكثيرون منا الآن يكثرون من قراءة القرآن في شهر رمضان، ويتسابقون في ختمه مرات عديدة خلال هذا الشهر، ولكنها قراءة ليست كتلك؛ قراءة ليست ذات جدوى في أغلب الأحيان. كان أولئك الأولون يقرأون القرآن بتدبر وتفهم، فاستهدوا بهديه واستناروا بنوره ؛ وحللوا حلاله، وحرموا حرامه؛ واتخذوه دستوراً لتنظيم حياتهم كحاكمين ومحكومين فكفل لهم العدالة والحرية والمساواة وقادهم إلى الحق والخير والجمال؛ وأغناهم عن وضع مثل هذه الدساتير التى يضعها بنو الإنسان الآن لتساير أهواءهم؛ وتوافق أغراضهم. هذه الدساتير التي نضعها اليوم لنخرقها غداً ثم نسمى هذا الخرق تعديلاً. وجئنا نحن، فقرأناه سرداً دون تدبر؛ قراءة لا نتجاوز بها حناجرنا فلم نهتد بهداه؛ ولم نطبق تعاليمه فضللنا السبيل وانحرفنا عن الجادة، وامتلأت قلوبنا حقداً وحسداً وغشاً وتعكرت نفوسنا بالأهواء، وانتشرت الرذيلة بيننا وافتقدنا الفضيلة. كل هذا لأننا لم نقرأ القرآن كما يجب أن يقرأ فأسمع يا عزيزي ماذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف القرآن: «كتاب الله. فيه خبر ما قبلكم؛ ونبأ ما بعدكم؛ وحكم ما بينكم. هو الفصل، ليس بالهزل. هو الذي لا تزيغ به الأهواء؛ ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد؛ ولا تنقضي عجائبه؛ هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن أبتغى الهدى في غيره أضله الله. هو حبل الله المتين، والذكر العظيم، والصراط المستقيم». فتدبروا القرآن يا سادتي القارئين، واهتدوا بهديه يقودكم إلى الصراط المستقيم وطبقوا تعاليمه تصفو قلوبكم وتهذب نفوسكم وتنتفعوا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 3
  • الزاوية: للصائمين فقط
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي