قدر لي أن أزور تبوك ثلاث مرات الأولي في سنة 1383 والثانية في سنة 1403 والثالثة في الأسبوع الماضي حيث شاركت في المهرجان العلمي الكبير الذي أقامته لجنة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان للتفوق العلمي.
ففي زيارتي الأولي كانت تبوك مدينة مغمورة وفي تسميتها مدينة تجاوز كبير إذ كانت أشبة بقرية متحضرة وكانت المدينة العسكرية بها عبارة عن خيام محاطة بسياج لا أقل ولا أكثر وفي الزيارة الثانية كان سمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز قد عين أمير لها فأعطاها من الاهتمام ما حولها إلي مدينة كبرى بدعم وتشجيع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - حفظه الله-.
أما في زيارتي الثالثة فقد ولى أمرها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان فأضفي عليها من روح الشباب وعزم المواطنة المخلصة ما جعلها تعيش عرساً دائماً تثير إعجاب الزائر ورضا المواطن ومسيرة التنمية والتطوير مستمرة بإذن الله وأصبح بها أكبر مدن عسكرية بالمملكة.
جائزة التفوق العلمي استنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بالمنطقة الشرقية فكانت سنة حسنة تكشفت عن محاسن كثيرة أدركها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان فاستنها في منطقة تبوك فكان هذا المهرجان الذي شهده ضيوف من كبار رجال الأدب والتعليم والصحافة وتهللت له وجوه مواطني تبوك وطابت نفوسهم وعلا البشر وجوههم وفي حديث لسمو الأمير فهد بن سلطان أثناء لقائنا معه قال سموه لقد أتت فكرة هذه الجائزة أكلها مبكراً إذ كانت نسبة النجاح في المدارس العام المنصرم بين الطلاب بنين وبنات متفوقة جداً.
وقد كان مرور الطلاب وأولياء أمورهم أمام الحفل لتسلم جوائز التفوق وشهادات التفوق للطلاب وأولياء أمورهم مؤثراً جداً لا من أجل الجائزة ولكن إحساساً بالتقدير للطلاب المجتهدين وأولياء أمورهم الذين تابعوا مذاكرة الأبناء وحفزوهم على التفوق فكان مشهداً رائعاً والكل يمر أمامنا مرفوع الرأس الطالب فخور بتفوقه العلمي وولي الأمر فخور بابنه وسيكون لهذا المهرجان آثاره الطيبة على التعليم في قادم السنوات بإذن الله.
بقي أن أذكر للقارئ زيارتين قام بها الوفود لمعلمين حضاريين من معالم النهضة في تبوك أولهما مزارع شركة تبوك للتنمية الزراعية التي بلغت مساحتها 35 ألف هكتار أي 350.000 متر والتي زرعت بمختلف المحاصيل الزراعية ابتداء بالقمح ومروراً بالشعير وإنتهاء بمختلف أنواع الخضروات والفواكه والتي سيدهش المواطن إذا علم أن مزارع هذه الشركة تنتج العنب والرمان والمشمش والتفاح والكمثري والخوخ والبرقوق والتين والزيتون واللوز والجوز والحمضيات بأنواعها من خلال نصف مليون شجرة تم غرسها حتى الآن وستبلغ مليون شجرة في المرحلة التالية وقد بدأت الشركة في إنشاء مشروع لتربية الأغنام وأخذت تفكر في تصنيع منتجاتها هذا بالإضافة إلي محصول البطاطس والثوم والبصل والبطيخ والشمام والأعلاف بالإضافة إلي زراعة الذرة الشامي والبرسيم الحجازي.
وقد قال مدير الإنتاج بالشركة أن بعض أشجار الفاكهة أنتجت في أقل من سنة منذ غرسها وهذا يدل على امتياز التربة واستبشار الشركة بنجاح مشروعاتها.
أما المعلم الثاني فهو مزرعة استرا تبوك وهي مزرعة كبرى لمواطن سعودي بدأت مزرعة عادية ثم تطورت حتى أصبحت تنتج الزهور التي تغطي حاجة المملكة من باقات الورد والزهور بل صدرت منها إلي هولندا المصدر الأول للزهور في العالم هذا بالإضافة إلي الكثير من الخضروات والفواكه كالبرتقال والشمام والخيار والبند وره والباذنجان الأسود والتين والجزر والفلفل والبازلاء وهذا ما شاهدناه في مراكز التعبئة ورأينا كيف يغسل هذا الإنتاج آلياً ثم يفرز كل مقاس على حده حيث يرسل إلي صناديق التعبئة آلياً أيضاً.
كلمة موجزة تعيش منطقة تبوك نهضة شاملة وفق الله المسئولين بها لكل خير.