الأربعاء, 10 أغسطس 2011 14:11

ماذا تريد أمريكا؟!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

  "إذا جئت رائح فأكثر من الفضائح" هذا المثل الدارج أبسط ما ينطبق على أعمال شولتز وزير خارجية أمريكا وهو يودع وزارة الخارجية الأمريكية بإصراره على موقفه من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بل من قضية فلسطين نفسها فقد تنازلت منظمة التحرير عن كثير من المواقف التي كانت تقفها من إسرائيل إلي درجة أنها اعترفت بحق إسرائيل في الوجود ونبذها – أي المنظمة – للإرهاب وهو في نظرنا منتهي التنازل والتسامح من أجل السلام ولم يبق إلا أن تركع المنظمة بين يدي إسرائيل وتقدم لها أرض فلسطين كاملة هدية خالصة فماذا تريد أمريكا؟ وماذا يريد وزير خارجيتها؟

  يقول شولتز في آخر تعليل له لموقفه المتعنت الذي أغضب كل دول العالم الحر بل أثار اشمئزازهم لصفاقته.. يقول: "أنه مازال على المنظمة الشيء الكثير للقيام به قبل أن تتعامل الولايات المتحدة معها وأن على المنظمة الإعتراف صراحة بحق إسرائيل في الوجود ونبذ الإرهاب".

  فما هو الفرق بين ما صرح به ياسر عرفات رئيس المنظمة في بيانه الذي أصدره في ستكهولم عقب اجتماعه بوفد من اليهود الأمريكيين هناك؟ أن من يقرأ العبارتين لن يجد فيهما أي فرق ولكنه الهوى – هوى إسرائيل يعمي ويصم إلا أن يكون شولتز يريد من رئيس المنظمة أن يذهب إلي الولايات المتحدة ويقبل يد رئيسها ووزير خارجيتها وهذا أبعد ما يكون عن التحقيق أو حتى مجرد التفكير ولعل هذا هو الشيء الكثير الذي يقصده هذا المودع البغيض.

  لقد بذل العرب جميعاً والفلسطينيون بصورة خاصة أقصي الجهود والتنازلات من أجل السلام ولم يبق أمامنا إلا تسعير الإنتفاضة ودعم ثورة الحجارة وتقديم العون لهؤلاء المجاهدين لتخليص المسجد الأقصى من رجس اليهود وتلقين إسرائيل (وأمريكا معها) دروسا ًفي حقوق الإنسان الذين يزعمون كذباً وبهتاناً أنهم من أنصارها والمدافعين عنها وهم كل يوم يدوسونها بأقدامهم وليس أدل على ذلك من هذا التعنت والتبجح في كلام شولتز والعاقبة للمتقين.

معلومات أضافية

  • العــدد: 58
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي