لا أريد أن أدخل في مهاترات مع المحرر الأدبي لهذه الصحيفة وأضيع وقتي ووقت القارئ فيما لا نفع فيه ولكن من حق القارئ أن يعرف الحقيقة ولا أسمح لأحد أن يضلله أو يخدعه.
والقضية بمنتهي الإيجاز أن المحرر الأدبي أفسح المجال لناقد تهجم على دكتورين من هيئة التدريس بجامعة أم القرى فسود عدد من صفحات الندوة بكلام لا يمت إلي النقد العلمي ولا الأدبي بصله وادعي أنه نقد علمي وأدبي ومنهجي ويتلخص هذا النقد في ثلاث نقاط: أولاهما أن الدكتورين سرقا وسطيا على مؤلفات غيرهما ونقلا منها صفحات كاملة ولم يشيرا إلي المراجع التي سرقا وسطيا منها وعليها ودعم ذلك بصور الصفحات المسروقة هنا وهناك فلم يسع القارئ إلا أن يصدق هذه التهمة الشنيعة ويشجب عمل الدكتورين ويستنكر عملهما. وقد رد الدكتوران بنفي هذه التهمة وأكد أنهما أشار إلي المصادر والمراجع في ثبت المراجع وفي ذيل الصفحات فلم يسمح المحرر الأدبي بنشر هذا الدفاع واضطر الدكتوران إلي نشر نفيهما وبطلان التهمة الموجهة بصحيفة المدينة الغراء وأنا قلت نفس الكلام في تعقيبي الذي لم ينشر.
أما التهمة الثانية والأشنع ( أن الدكتورين أوردا في كتابهما جزيرة العرب زعما بالغ الخطورة سياسيا وقوميا ودينيا وذلك بالزعم أن لليهود وجوداً طبيعيا في جزيرة العرب) وهي تهمة باطلة من أساسها فالنص الوارد في كتاب الدكتورين (أنه لم يكن لليهود وجود طبيعي في جزيرة العرب) فحذف الناقد عبارة (لم يكن) من عبارة المؤلفين فهل هذا من الأمانة العلمية؟ أو النقد المنهجي أم بماذا يمكن تسميته؟ ومن هو الذي أخل بالأمانة؟
أما التهمة الثالثة فإنها مثار العجب.قال الدكتور الناقد (أن المؤلفين نقلا في كتابهما من الاتجاهات المعادية للإسلام) وهي عبارة حق أريد بها باطل فالمؤلفان فعلاً نقلا في كتابهما من أقوال المستشرقين وتلامذتهم من المستفسرين ليردا عليها ويفنداها ويكشفا عما انطوت عليه من خبث وكيد للإسلام.فماذا في ذلك؟
هذا كل ما قلته في كلمتي التي رفض المحرر الأدبي لصحيفة الندوة نشرها وهي موجزة رغم إتاحة المجال للتشنيع على الدكتورين جمال عبد الهادي ووفاء رفعت هل فيه تشنج؟؟ أو شتم أو انفعال؟
أما إدعاء المحرر الأدبي من أن المجلس العلمي بالجامعة تأكد لديه صحة الاتهامات الموجهة إلي الدكتورين فإنني لا أتصور أن مجلسا علميا تتأكد لديه صحة اتهامات استطاع مثلي الضعيف أن يكتشف بطلانها بالدليل القاطع ولهذا أستطيع أن أجزم أن هذه القضية لم تعرض على المجلس العلمي ولم يتخذ فيها قراراً.
وأخيرا فإن كلمتي لا تزال موجودة لدي المحرر الأدبي بمكتبه لنشرها بل أتحداه أن ينشرها ليرى القراء الكرام من المتشنج؟ ومن هو الشتام؟وأولا وأخيراً من هو الصادق؟ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
"الندوة":ستقوم (الندوة) بنشر كامل الحقائق عن مؤلفات الدكتورين المذكورين لتثبت للقارئ أن كل ما نشرته كان صحيحا وليس كما يدعي الأستاذ الفاضل الشيخ صالح جمال.