السبت, 13 أغسطس 2011 14:08

لماذا لا نصمت وننتظر؟

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

· كنت ومازلت أختلف مع المتفائلين بنجاح أية مفاوضات يمكن أن تجرى مع إسرائيل سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة أو دولية، لأنني أدرك تماما أن إسرائيل أيا كان اتجاه الحزب الحاكم فيها تعتمد في كل مفاوضات أو تصريحات أو حتى اتفاقات ومواثيق على سياسة المراوغة أو اللعب على الحبال.

ولا أعتقد أن هناك أية وسيلة للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي لأى جزء من أرضنا العربية إلا القوة وحمل السلاح فإذا كانت الظروف الدولية لا تسمح لنا بذلك فلا أقل من السكوت المطبق وانتظار الفرصة وعدم الدخول في أي مفاوضات أو محاولات أو وساطات أو توسلات إلي أمريكا أو روسيا أو الأمم المتحدة والإكتفاء بموقف الدفاع القوى وأخذاً بمبدأ (وأعدوا لهم ما ستطعتم من قوة ) لاعتقادي الجازم أنه لا فائدة من كل هذه المحاولات إلا زيادة في الفرقة والضعف فقد حاول السادات - رحمه الله - أن يحصل على شئ من إسرائيل فخسر كل شئ وخسر العرب أكبر دولة وخسرت مصر شقيقاتها العربيات وتوسعت شقة الخلاف بين العرب، وقيل ما قيل عن خطوة السادات بين مادح وشاجب وزادت إسرائيل غطرسة وعدوانا.

وجاء الرئيس مبارك وصدق ما وعد به بيريز من موافقة إسرائيل على المؤتمر الدولي وكسب من مصر عودة السفير المصري إلي إسرائيل بكل ما تحمله هذه العودة من إنتصار سياسي له ثم خرج على الدنيا بتصريح أقل ما يوصف به أنه وقح والذي يقول فيه ( إن المؤتمر الدولي الذي اتفق مع الرئيس مبارك على إنعقاده يتوقف على موافقة إسرائيل وطبقا للشروط التي تضعها).

ومعني هذا الكلام بالعربي الفصيح أنه ليس هناك مؤتمر دولي ولا يحزنون وستضع إسرائيل كل العقبات والعراقيل والشروط التي يستحيل عقد هذا المؤتمر معها، وتكون إسرائيل قد أخذت من مصر ما تريده وهو إنهاء التوتر الذي كان قائماً بينها وبين مصر بسبب سحب السفير المصري، وخدعت مصر بالموافقة المشروطة وبعبارة أوضح لم تعط مصر شيئا.

وهذا هو أسلوب اليهود منذ أن خلقهم الله مراوغة وخداع وباللغة الدارجة ( ضحك على الذقون ) ونحن نأكل الخدعة وراء الخدعة ونقول ( خيرها في غيرها ) ولا نتعظ.

وما كنا نتصور أن تستطيع إسرائيل أن تخدع مصر مرتين – إذ أنه لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين – مرة عندما وقعت في كامب ديفيد إتفاقية الحكم الذاتي للفلسطينيين بعبارات عائمة وألفاظ عابثة لتحصل على إعتراف أكبر دولة عربية وتأمن حربها وتضعف العرب وتفرق شملهم فذهبت إتفاقية الحكم الذاتي إدراج الرياح وكسبت هي إتفاقها مع مصر وخسرت مصر أشقاءها العرب وخسر العرب شقيقتهم الكبرى مصر. وهكذا تمضي السنون وإسرائيل تكسب والعرب يخسرون ولا عبرة ولا إعتبار بل إستمرار في نفس الخط والخسارة مستمرة. فإلي متى نظل نصدق أن إسرائيل ستخرج من أرضنا المغتصبة بالتفاوض والسلم؟ وإلى متى نظل نأمل في أمريكا وروسيا ومن يمت إلي هؤلاء أو هؤلاء؟ وإلي متى نظل متخالفين متناحرين ينحاز منا فريق إلي أولئك وفريق إلي هؤلاء دون أية فائدة فكلهم مع إسرائيل ضدنا ومتفقون معها على سلب أموالنا وإضعافنا وبذر الفرقة بيننا لنظل دائماً بين المطرقة والسندان؟؟

معلومات أضافية

  • العــدد: 109
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي