السبت, 13 أغسطس 2011 14:23

لئلا تذهب قراراتنا أدراج الرياح

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

القرار الإسلامي الشجاع الذي اتخذه مجلس وزراء الخارجية لدول الجامعة العربية قرار حكيم ورائع والذي قضى بإدانة إيران بالاعتداء والطلب منها وقف الحرب على أساس أن العراق أبدى مراراً استعداده لهذا الموقف والتفاوض والصلح بالعدل.

ولكنه سيظل مجرد قرار كمئات القرارات الدولية إن لم تتبعه خطوات جدية تدل على وحدة الصف واتفاق الكلمة بصرف النظر عن بعض التحفظات الخائرة – ولا نقول الخائنة – التي أبداها البعض رغم هذه الأنهار من الدماء التي تهدر صباح مساء والأرواح البريئة التي تزهق ليل نهار دون مبرر سوى الحفاظ على سلطان رؤوس متعفنة لا تحمل داخلها إلا بذور الشر والفساد والافتراء على الإسلام.

إن تنفيذ حكم الله على الحرب العراقية الإيرانية بصدق وجدية سيكون له أبعد الآثار على قضايانا الأخرى وسيجعل الآخرين يحسبون لحديثنا ألف حساب وحسبنا ما عانينا بسبب خنوعنا ومجاملتنا من هوان ودمار نزل بساحتنا خلال السنوات الماضية حتى بلغ من غطرسة وزارة الخارجية الإيرانية أن تقول عن قرار وزراء الخارجية الشجاع الأخير (أن هذا النوع من الاجتماعات يعد بمثابة جهود سياسية تذهب أدراج الرياح).

أجل.. نريد خطوات إيجابية لتنفيذ حكم الله في البغاة المفسدين في الأرض ليعرف العالم أن الإسلام لم يغادر شيئا ولا قضية إلا وضع لها العلاج الحاسم ضمن حدود الحق والعدل وأن قوانينهم وأنظمتهم ما هي إلا خواء وسراب حتى إذا جاءه المرء لم يجده شيئا.

فهل نفعل؟! أم نحقق رأي الأعداء فينا؟!

عندما أراد القائد المسلم عبدالرحمن الغافقي حاكم الأندلس في العهد الأموي تحقيق فكرة أسلافه من قادة المسلمين على مد الفتح الإسلامي من فرنسا إلى إيطاليا وألمانيا والإمضاء منها إلى القسطنطينية وتحويل البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة إسلامية لم يعمد إلى حتمية العدة والعتاد والجيوش ولكنه بدأ بإصلاح النفوس أولاً ثم ثني بالاستعداد المادي للحرب.

فذهب أول ما ذهب إلى مختلف البلاد بلداً إثر بلد ينادي في الناس :

من كانت له مظلمة عند وال من الولاة أو قاض من القضاة أو أحد من الناس فليرفعها إلى الأمير لا فرق بين المسلمين وغير المسلمين.

وبعد أن أنتهي من إصلاح عماله ورعاياه اتجه نحو الدعوة إلى الجهاد والاستعداد للفتح وإستكمال السلاح.

هكذا كان قادة الإسلام في أيام الفتوحات الإسلامية الظافرة، فهل يعود قادة الإسلام في كل مكان وخاصة أصحاب قضيته الأولى قضية فلسطين والمسجد الأقصى إلى سياسة الأجداد والأسلاف؟!

نرجو ولينصرن الله من ينصره.

معلومات أضافية

  • العــدد: 10
  • الزاوية: في الاسبوع مرة
  • تاريخ النشر: 17/6/1404ﻫ
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي