نقرأ ونسمع طيلة الليل والنهار من "نجاح اتفاقيات وقف إطلاق النار سواء بين اللبنانيين أو بين الفلسطينيين ونجاح الوساطات وانتقال الوسطاء من هنا وهناك – وفي الوقت نفسه نقرأ ونسمع بل نرى الدماء الزكية التي تراق ليل نهار على الساحتين اللبنانية والفلسطينية والدمار الذي تنزله الصواريخ والحرائق التي تندلع هنا وهناك.
فهل هو ضحك على الذقون؟! أم أن الأسماء لم تعد على مسمياتها.. فالفشل أصبح يسمى وقف إطلاق النار والإفساد أصبح يسمى إصلاحا؟!
ما هذا يا زعماء لبنان؟! أليس في لبنان رجل رشيد؟! كف يمكن أن يعود إلى لبنان ازدهاره ونماؤه؟! كيف يمكن أن يسترجع لبنان أمنه واستقراره؟!
إذا كان اللبنانيون أنفسهم قد نسوا معالم وطنهم.. بحمدون وعاليه.. وشتورا.. وزحلة وحمانا ونبع الباروك ونبع الصفا التي كانت منتجعات للعرب ومصايف.. فإننا نحن العرب ما زلنا نذكرها ونتحرق شوقا إلى عودتها كما كانت.
أين الوطنية في هذا الدمار وإراقة الدماء الذي يجري في كل جزء من لبنان.. في الشمال.. في الجنوب.. في الجبال.
ومن أين جاءت هذه النعرة الجديدة، شيعة.. دروز.. مارون.. سنة إلخ هذه التقسيمات التي كانت تعيش في تآخي ومودة؟!
ما هي مهمة هذه القوات الأجنبية التي أدخلت إلى البلاد تحت ستار تحقيق الأمن ومنع العرب ؟! لقد أصبحت ضغنا على إباله فبدلاً من أن تمنع الحرب راحت هي تحارب وتطلق النار كلما أصابتها شظايا من أحد المتحاربين والضحية الوحيدة هي لبنان وشعب لبنان الأعزل.
من أين يأتي هذا السلاح إلى لبنان؟! سلاح يشحن إلى جميع الأطراف المتحاربة ليدمروا بعضهم بعضاً فيسقط لبنان ويقتسموه ولا ينال المتحاربين شيئاً سوى أن يصبح الزعماء مشردون في العالم كلاجئين سياسيين والشعب في خيام اللاجئين.
يا زعماء لبنان؟!
ألا ترون معي إنها مؤامرة ستكونون أول وقودها؟! ألا تخشون ضياع وطنكم كما ضاعت الأندلس وتوشك أن تضيع فلسطين؟!
يا زعماء لبنان.. سامحوني إذا قلت لكم بحرقة وحب..
أليس فيكم رجل رشيد؟!
يا زعماء لبنان.. ألم تحزنكم هذه العربدة الإسرائيلية في جنوب لبنان؟!
يا زعماء لبنان.. إن تحرير وطنكم من إسرائيل يتوقف على إتحادكم فإن لم تفعلوا سريعاً ضاع وطنكم فأعقلوا واتحدوا..