الأحد, 07 أغسطس 2011 12:50

حديث الجمعة...

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

 

 

يجهد المشرعون المحدثون عقولهم ويشحذون أذهانهم كي يخرجوا للناس تشريعات جديدة لمحاربة الفقر ومعالجة مشاكله. والإسلام كدستور شامل لحل مشاكل جميع من يدينون به مع من لا يدينون به على أساس من العدالة وصيانة الحقوق وحماية النفس والمال والعرض. هذا الإسلام شرع تشريعات عديدة رسم بها أنجح دواء لهذا الداء وأصلح حلول لمشاكله بحيث لو التزم المسلمون تطبيق هذه التشريعات بدقة لم يبت بينهم جائع ولن يظل فيهم عار ولن تشعر إمرأة بالترمل أو طفل باليتم ولا نقرض هذا السيل من المتسولين الذين تسولوا أولاً للحاجة ثم استمرأوها فكانت حرفة وهانت عليهم أنفسهم وكرامتهم بينما ضمن الإسلام لمعتنقه - غنياً كان أو فقيراً - حياة عزيزة كريمة. فالزكاة وقد شرعت على كل مال إذا بلغ حداً معيناً أمضى سلاح في القضاء على الفقر وأقوى دعامة في صرح بناء مجتمع سعيد لا ينفس أفراده على بعض ولا يتحاسدوا ولا يتباغضوا فقد حمل الغنى حصة الفقير في ماله إليه عن طيب نفس وقبلها الفقير دون أن يتحمل ذل السؤال وهوان المسكنة. وفي الإسلام أسلحة ودعامات أخرى مساعدة كموارد احتياطية لسد عجز الزكاة لو عجزت في سنة من السنوات. فالمسلم إذا عجز عن أداء فريضة الصوم، أو أخل بصيامه أو حج بيت الله أو أخل بنسك من مناسك حجه أو حلف يميناً ولم يفي شرعت له كفارات وصدقات من ماله لصالح الفقراء أو المساكين. هذه هي التشريعات الإجبارية في الإسلام وهناك تشريعات اختيارية لمجرد الحث على العطف على الفقير وإكرام اليتيم وإعطاء السائل: فالصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار واتقوا النار ولو بشق تمرة وأن الله يجزى المتصدقين ولا يدخل الجنة من بات شبعاناً وجاره جائع إلخ. طبق المسلمون هذه التشريعات في صدر الإسلام فسعدوا وعزوا ثم أهملوها فشقوا وهانوا واستشرى بينهم داء الفقر وغلبوا ولكن عن غير قلة بل غثاء كغثاء السيل. فإلى الإسلام يا مسلمون ولن يبارك الله مالا لا حق فيه للسائل والمحروم ولن يربح مال لم تخرج زكاته؟

معلومات أضافية

  • العــدد: 1428
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي