الأحد, 07 أغسطس 2011 12:52

حديث الجمعة - المسلم بين الروحية والمادية

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

 

عجيب أمر الناس في هذه الحياة، فإما مادية جارفة لا أثر فيها للروحية واتجاه بكل الحواس نحو المادة واستهانة في سبيلها بكل معاني الروح والقيم الأخلاقية، واستباحة لكل رذيلة مادامت توصل إلى مطلب عزيز المنال وعدم اكتراث بالمعايير الإنسانية والدوس عليها مادام أن السير في هذا الطريق يؤدى إلى غنم مادى.. وإما روحية تقشفية أقرب ما تكون إلى الرهبانية فهي إهمال لشئون الحياة الدنيا كلها وانصراف كامل إلى العمل للحياة الأخرى وملء الوقت بالأذكار والأوراد وحصر التفكير في النعيم الأخروي والقناعة بشظف العيش وخشونة الحياة إيماناً بأن الدنيا فانية والآخرة باقية. والإسلام وقد رسم خطوط الحياة للفرد والجماعة لم يرض عن هذه الروحية الزاهدة والرهبانية المستبدعة بل حث على الاهتمام بالمظهر والنظافة والزينة، كما ننحى باللائمة على انسياق الفرد وراء المادة دون اكتراث للموازين الإنسانية أو المعايير الأخلاقية، فالمصلحة الفردية إذا تعارضت مع مصلحة الجماعة فالمراعاة لمصلحة الجماعة والجار ينبغي ألا يعميه جر النفع له عن الأثر السيئ بجاره، وجمع المال والإثراء يجب أن يكون من موارد مشروعة فمال الغير لا يستحل إلا بحق، ومال اليتامى لا يؤكل منه إلا بالمعروف، ومال الصدقة لا يأخذه إلا مستحق ومال الإنسان إذا زاد عن حاجته لا يستأثر به ويظل يكنزه بل جعل فيه حق للسائل والمحروم، وزكاة تضبط كفتى المجتمع من الثراء الفاحش والفقر المدقع والعمل للدنيا والآخرة مطلوب في وقت واحد وآية «وأبتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك» خير توجيه سماوي ينبغي للمسلم أن يهتدي بهديه فيما يأتي من عمل وما يدع.

معلومات أضافية

  • العــدد: 1440
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي