لسنا مع الأخ الكاتب الذي يطالب في مجلة "اقرأ" القراء بالمزيد من الحمامات ودورات المياه حول المسجد الحرام بحجة كثرة عدد الحجاج بالنسبة للموجود منها وعدم كفايتها لهم لأن المفروض أن يأتي كل مصلي من الحجاج غيرهم وكذلك الطائفون من الحجاج والمعتمرين إلى المسجد الحرام وقد تجهزوا لذلك بالوضوء من منازلهم كما يفعل كل المصلين في أنحاء الدنيا..
أما الذين يضطرون إلى تجديد وضوئهم أو يحتاجون إلى دخول الحمامات لظروف اضطرارية من مرض أو غيره. فالمفروض أن يكونوا قلة.. فتعاليم الإسلام والأحاديث النبوية الواردة في الحث على ارتياد المساجد تشير إلى ذلك بعبارة "من خرج من بيته متوضأ"..
ولكن إهمال بعض المسلمين الذين يجب ألا يشجعوا عليه بل بالعكس يجب توعيتهم إلى تعاليم دينهم ويرشدون إلى ضرورة الخروج من بيوتهم إلى الصلاة وقد أحسنوا الوضوء وتطهروا لأداء الصلاة والطواف ثم العودة إلى منازلهم لا النوم والإقامة بالمسجد وارتياد الحمامات ودورات المياه المجاورة له ليل نهار إلى غسل ملابسهم بها.
أما لو أخذنا بفكرة إيجاد حمامات ودورات مياه تسد حاجة مئات الآلاف من الحجاج والمصلين فإننا لن نستطيع ذلك مهما بذلنا من جهد ونكون كباسط كفيه إلى الماء ليبلغه وما هو ببالغه..
وفي الوقت نفسه نسئ إلى المسجد الحرام بنشر هذه القاذورات حوله وإتاحة الفرصة للحجاج بالإقامة فيه وعدم الذهاب إلى مساكنهم وترك المجال لغيرهم كي يصلي ويطوف..
إن المطلوب – في نظرنا – هو توعية الحجاج بالخروج من بيوتهم متوضئين للصلاة جاهزين لأدائها إلا من اضطر إلى تجديد وضوئه أو دخول الحمام لسلس أو مرض، وإذا أدرك غير المضطرين صعوبة ذلك فإنهم سوف يقضون حاجتهم في بيوتهم ولا يأتون إلى المسجد غير جاهزين ولا بأس من إنشاء حمامات ودورات مياه عند مداخل مكة المكرمة، وفي الساحات البعيدة عن المسجد الحرام، يردها الحجاج الذين لا مساكن لهم ويخيمون حولها بعد أن يرشدوا إليها أو توضع عليها لوحات إرشادية فلا يصلوا إلى المسجد الحرام إلا وقد تطهروا للصلاة أو الطواف.. والله الموفق..
خطوطنا السعودية!!
هذه ملاحظة عابرة لا تهدف إلى التقليل من جهود خطوطنا السعودية في سبيل التطور والتقدم.. ولكنها ضرورية من أجل المزيد من التطور..
هذه الملاحظة هي أنني سافرت على الخطوط السعودية إلى لندن ست مرات خلال عامي 1399 و 1400، وفي كل مرة استمع إلى ترتيل الشيخ عبد الله خياط الذي يذاع بالطائرة فأجده واحداً لا يتغير ولا يزيد.. بل يعاد في نفس الرحلة أكثر من عشر مرات وفي نطاق سورة طه – أو على الأصح جزء من سورة طه – وسورة الكهف – بل جزء منها أيضا – وسورة القصص – جزء منها أيضا – أي أن كل سورة مقطوعة وغير كاملة وتعاد مراراً وتكراراً بصورة تضطر المستمع إلى وقف الاستماع والتحول إلى الموجات الأخرى من الأغاني والموسيقى إن كان من هواتها أو الاستسلام للملل والنوم إن لم يكن كذلك وكنا نود – وأمثالنا كثير – أن يستمر المسافر في الاستماع إلى آيات الله والتدبر فيها والاستفادة من معانيها في مثل هذه الساعات التي تدعو للتأمل والتدبر وهو بين السماء والأرض..
ولا أتصور أنني سافرت على نفس الطائرة كل رحلاتي الست.. ومعنى هذا أن كل الطائرات مزودة بهذا الشريط الممزق مع أن القرآن بكاملة مسجل على عدد من الأشرطة.. فلماذا لا تزود الطائرة بأشرطة تكفي ساعات الرحلة كاملة؟!
هذا ما نرجو من خطوطنا السعودية الاهتمام به.. فليس كل الركاب من هواة الموسيقى ولا الغناء والله الموفق..