الأحد, 07 أغسطس 2011 12:58

لحوم الأضاحي.. والأخبار الصحفية

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

 

ليطمئن أستاذي الكبير الأستاذ أحمد السباعي فإننا سنواجه هذا العام وربما العام التالي ما ألفناه من مشاكل في منى أيام التشريق. نعم ليطمئن لأن الصحافة عندنا في عهدها القديم والجديد قد أخذت على عاتقها التسرع في نشر بعض الأخبار وتهويلها وتقريب نتائجها بصورة تزعزع إيمان القارئ في كل ما يبشر به من أخبار.

وليس  مشروع الاستفادة من لحوم الأضاحي هو المشروع الوحيد الذي تناولته الصحف باللت والعجن والتكرار بين حين وآخر بصورة توهم القارئ أن كل شيء قد انتهي.

أجل ليس هذا المشروع هو الوحيد فكلنا يذكر ما أحيط به مشروع طريق الطائف الجديد عند البدء فيه من تهويل وتهوين وتحديد للانتهاء منه وإصرار على تحديد موعد افتتاحه رسمياً مرة بعد أخرى حتى سئم الناس أخبار هذا الطريق رغم تشوقهم إلى افتتاحه رسمياً ذلك التشوق الذي يشبه تشوق الظمآن إلى الماء البارد وبين طريق الطائف الجديد وميناء ينبع الذي سأسوقه كأقرب مثل على التهويل والتهوين كثير من المشروعات  التي تصر الأخبار الصحفية على قرب تنفيذها أو البدء في تنفيذها ثم تمضى الشهور وربما السنون ويعاد نشر الأخبار ولا مواعيد.

مثال ذلك سفلتة طريق الطائف القديم، افتتاح شارع بخش، بناء المجمع الحكومي، الانتهاء من توسعه الحرم المكي، تخطيط الميادين الخمسة إلخ.

أما أقرب مثل فهذه الضجة الكبرى  التي أثارتها الصحف حول افتتاح ميناء ينبع واستقباله الحجاج هذا العام وتلاشت تلك الضجة كما تتلاشى الفقاقيع.

فمن الملوم؟ الصحافة وحدها؟ إنني أذكر بهذه المناسبة تلك النصيحة الغالية  التي أسداها معالي الشيخ عبد الله السعد إلى بعض المسئولين للتخفيف من سرعة إرسال التصريحات وإذاعة المشروعات وتوزيع الأخبار عن الأعمال  التي لا تزال في طور التفكير أو دور الدراسة وكأنها أمور وشيكة التحقيق غداً أو بعد غد..

إن المسئولية في رأيي مزدوجة فالمسئولون يتعجلون تقديم الأخبار إلى الصحف والصحف تضفي على الخبر كثيراً من التهويل والتهويش والتوسيع مما يجعل من الحبة قبة ومن الهر أسداً.

الأخبار الصحفية

وعلى ذكر الأخبار الصحفية لي كلمة أود أن أوجهها إلى مخبري الصحف عندنا وكلهم عندي عزيز وإلى نفسي حبيب كلمة عن الظاهرة المتفشية في الصحف هذه الأيام وهي تدل على أن المخبرين لا يقرأون غير صحفهم فقط فلا يطلعون على ما ينشر في الصحف الأخرى من الأخبار.

كثير من الأخبار يقرؤها القارئ في صحيفة ما ثم يقرأ نفس الأخبار وفي نفس الحدود وربما بنفس الألفاظ في صحيفة 84 ﻫ نشرت صحيفتان يوميتان هذا الخبر:

نشرت إحداهما تقول: تمت سفلتة شارع خريق العشر ابتداء من الزاهر وقالت الأخرى (رست مقاولة سلفته شارع الحج وخريق العشر سابقاً على مؤسسة بن لادن وقد بدأ مهندسو مصلحة الطرق ومهندس المؤسسة في تحديد مواقع الطريق إلخ..).

والفرق بين مفهوم الخبرين واضح وكبير والثاني يعد قديماً جداً وقد نشر في حينه وكلاهما غير صحيح فلا السفلتة تمت كما تقول الأولى ولكنها بدأت ورسو المقاولة خبر قديم كما أسلفت.

وفي نفس اليوم نشرت إحدى الصحف اليومية خبراً مفاده أن الفوج الأول من حجاج مصر يصل إلى ميناء جدة اليوم (10    /    11) أو نهار غد مع أن الفوج قد وصل فعلاً أمس (9    /    11) والجريدة تطبع وتصدر في جدة في الوقت الذي نشرت صحيفة أخرى قبل يومين جدولاً بوصول أفواج مصر ابتداء من يوم 9 – 11.

أما الاستعدادات للحج والحجاج واللجان  التي تشكل هنا وهناك وتحركات المسئولين لتفقد هذا وذاك فإنك تكاد تقرؤها يومياً وفي كل الصحف مرددة ومرجعة إلى درجة أشبه ما تكون بالت والعجن. وإذا عذرنا المسئولين عن التحرير في الصحف لثقل ما ينؤون به من أعمال فإننا لا نجد عذر للمخبرين محدودي العمل فالمفروض عليهم على الأقل أن يقرأوا كلما ينشر في الصحف من أخبار فلا يكررونه في صحفهم وبنفس الأسلوب.

أما إذا فكروا في القيام بعملية طبخ الأخبار المعروفة في الصحافة و التي لا يلجأ إليها إلا في ظروف الإفلاس كما فعل رئيس التحرير الذي جاءه المحرر يطلب خبراً لفراغ في الصفحة فكفه بكتابة خبر عن حريق مروع يسهب في وصفه بما يسد الفراغ فلما جاءه في اليوم التالي يطلب نفس الشيء أشار عليه بتحرير خبر ينفي خبر الحريق الذي سد به فراغ أمس.

إذا فكروا في ذلك وأرادوه، فإن هذه العملية دقيقة وفنية وتحتاج إلى مهارة في الطبخ والإخراج وأهم شيء فيها ألا تكون مكشوفة أو بصورة تثير اشمئزاز القارئ أو سخريته.

فرفقاً بالقراء..ورحمة بصحفكم با مخبري الصحف..ومعذرة فإني لكم ناصح أمين.

تجاوب مشكور

سعادة مدير التعليم بجدة مثال يحتذي في التجاوب مع ما ينشر من ملاحظات على المدارس والتعليم فقبل أيام قرأت تجاوباً له مع ملاحظة نشرها الأستاذ عبد العزيز مؤمنة عن مضايقة بعض الميكروفونات المدرسية للمجاورين من السكان. والآن تلقيت منه صورة من التعميم العاجل الذي أصدره سيادته إلى المدارس التابعة له على أثر كلمة نشرتها هذه الصحيفة حول الطلاب والعطلات والذي يقول فيه:

(لاحظت في جولاتي التفقدية على المدارس عقب عطلة عيد الفطر عدم انتظام الطلبة في دراستهم رغم تواجد المدرسين ولما كان هذا يعد استهتاراً من الطلبة فقد طلبت منكم وضع نظام محكم لعدم تكرار هذا في المستقبل وأكدت عليكم بالبدء في الدراسة مع الموجودين من الطلاب واعتبار من لم يحضر غائباً واشعار أولياء أمورهم بذلك.

وقد أثار هذا الموضوع سيادة الأستاذ صالح محمد جمال في يومياته بجريدة البلاد بالعدد رقم 1848 في 29    /    10/ 1384ﻫ وحرصاً على عدم تكرار مثل هذا في المستقبل نود منكم التأكيد مرة أخرى على السادة المدرسين والطلاب بالتواجد في المدرسة، عقب انتهاء العطلة مباشرة وإشعار المدرسين بالقيام بالتدريس مع الطلاب الموجودين مهما كان عددهم ووضع إجراءات مشددة مع كل طالب مستهتر بذلك وعمل إعلان بخط واضح ببدء العطلة ونهايتها في أماكن بارزة وذلك حرصاً على نظام العمل ودقته).

لقد كان سيادة مدير التعليم الوحيد الذي لم يستنكف بالاعتراف بالواقع والعمل على إصلاح الوضع فأستحق التحية والتقدير منى ومن القراء ومن كل مخلص يريد الخير لبلاده وأمته..

وأنا إذ أنشر كتابه هذا وأشيد به إنما أهدف إلى تذكير غيره من مديري التعليم - للبنين وللبنات - بهذه المشكلة لعلهم يسارعون باتخاذ خطوة كهذه الخطوة لتلافي وقوع ما وقع ونحن على أبواب عطلة قريبة عطلة الحج فهل هم فاعلون؟

 

معلومات أضافية

  • العــدد: 1871
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر: 1384\11\27
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي