"صالون الغليريه، فندق الساندس، بيغ ماك، مركز الغاليريه التجاري" ومئات من هذه الأسماء والفنادق. هل تدري أين هي؟ وفي أي مدينة؟؟
لن يتبادر إلى ذهنك كرد على هذا السؤال إلا أن تقول في باريس.. لندن.. جنيف.. واق الواق!! ولا يمكن أن نتصور أن هذا كله في جدة.. جدة عروس البحر الأحمر ومدخل مكة المكرمة عاصمة المملكة العربية السعودية المقدسة.. ولكنها في الحقيقة!! رغم كل الأوامر المتتابعة التي تحذر من هذه التسميات والتمسك بالعروبة والإسلام في مهد العروبة ومنبع الإسلام.
ولكن – مع الأسف – ما زالت عندنا بعض العقليات المفتونة بأفرنجي والمصابة بعقدة الخواجة حتى الأولاد عند بعض الناس أسموهم بأسماء غير عربية افتتانا بالغرب وما يسمونه حضارة غربية وإن كنا مع شديد الأسف لم نأخذ من تلك الحضارة إلا القشور وما يدل على فراغ العقول فتسميتنا لأولادنا: نابليون أو جورج أو وليم وبناتنا: جوليت أو جوزفين أو نانسي أو نرمين لن يجعلنا في مصاف المتحضرين ثم عروبتنا والتي يجب أن تطابق أسماءنا وأصلنا وفصلنا ومصدر عزنا وما أكثر الأسماء عندنا.
ومن غريب الصدف أن أقرأ في نفس اليوم الذي كتبت فيه هذه الكلمة موضوعا بجريدة الشرق الأوسط عن محاولة الحكم البلغاري الشيوعي إكراه المسلمين في بلغاريا على تغيير أسمائهم الإسلامية بأسماء بلغارية بالقوة الجبرية ونحن هنا نسعى إلى أسماء ليست إسلامية ولا عربية باختيارنا..
وأنا لا ألوم هؤلاء المفتونين بالأسماء الأجنبية بل ألوم الجهات المسئولة في وزارة التجارة وأمانات المدينة كيف تسمح بإصدار رخص أو تصاريح أو سجلات تجارية بهذه الأسماء، وإذا كانت لم تصدر فعلا فكيف تسمح بوضع هذه التسميات واللوحات على المحلات فهي من حقها أن تعتبر هذه المحلات بهذه الأسماء التي لم تتضمنها التصاريح والرخص والسجلات غير مرخصة وتقوم بإقفالها حسب النظام.
أنا أعرف أن الجهات العليا أصدرت أكثر من مرة تعليمات مشددة تمنع استعمال الأسماء غير العربية على المحلات والمؤسسات والأولاد بلغت بذلك الأمانات والبلديات ووزارة التجارة ودوائر الأحوال المدنية، ومع ذلك فما زال كل شيء على ما هو عليه، وما زالت هذه الأسماء تصك آذاننا وتقذي عيوننا والمسئولون عن مراقبة ذلك قد وضعوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم.
ولم يبق أمامنا إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون!!