أواصل في هذه الكلمة التعليق على رسالة السيد عبدالعال عبدالعال معرضا عما جاء فيها من لغو الكلام.
حقا إن شر البلية ما يضحك وقد ضحكت من قول هذا المرتزق الذي يقول أن بترول العراق لأهله ولجميع فقراء العالم ولم يدلل بشئ على كلامه ولو في بلده فقط وبلاش فقراء العالم والتوسع في الفشر لأن صدام نفسه لم يقل هذه المقولة التي لم ولن يصدقها أحد ولم يقل في رسالته ما هو الهدف الحقيقي لغزو العراق للكويت وتشريد شعبه ونهب أمواله والاستيلاء على آبار بتروله.
وهو معذور لأن صداما نفسه لم يبرر هذا العدوان إلا بتبريرات متناقضة كان أولها الإدعاء أن الكويت سرقت بتروله وهي فرية ولو كانت حقا فإن هذا لا يجيز له احتلال دولة مستقلة ويمكنه الحصول على التعويض بالطرق الدبلوماسية والدولية.
وعندما وجدها حجة داحضة ومتهافتة زعم بالباطل أن المعارضة بالكويت هي التي طلبت منه النجدة للتخلص من الحكومة الشرعية وأنه جاء لمساعدة الانتفاضة الشعبية الكويتية.. ولما لم يجد من يقبل من شعب الكويت التعاون معه وتشكيل حكومة كويتية جديدة جلب عددا من ضباط العراق وشكل منهم حكومة عميلة ليس فيها كويتي واحد وأعلن أن هذه الحكومة الحرة – كما أسماها – طلبت منه وحدة اندماجية بين الكويت والعراق.. وعندما فشلت هذه الحيلة أيضا ادعى أن الكويت كانت في الماضي محافظة من محافظات العراق.
فهل تريد أن تقول مثله وتناقض أم تعترف أن الهدف الحقيقي هو الحسد ومحاولة لهط ثروة الكويت وضمها إلى ثروته حتى يصاب بالسعار ويواصل لهط ثروات الخليج دولة بعد دولة؟!
وسؤال أخير أين بترول العراق في العراق وعلى شعب العراق؟! لقد قدر لي أن أزور العراق بدعوة من حكومتها الملكية عام 1376 ﻫ ضمن وفود صحفية للإطلاع على مشروعات التنمية التي قام بها مجلس الإعمار العراقي في مختلف محافظات العراق من سدود ومصانع ومزارع وجسور كانت موضع الإعجاب وتنقلنا في حرية كاملة في كل أنحاء العراق من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه وأحسسنا بمدى الرفاهية التي كان يعيشها العراق في ظل حكومته الملكية في عهد الملك فيصل الثاني ثم زرته مرة أخرى في عهد الانقلابات العسكرية وبالتحديد عندما كان صدام يحكم العراق من وراء خاله المهيب حسن البكر فإذا بالأحوال قد تبدلت والأرض قد أقحلت والأنهار – دجلة والفرات – قد غاضت أو كادت والعيون تتبعنا حيث غدونا أو رحنا ووجوه المواطنين وقد غادرتها الفرحة وكأن الجميع يعيشون في مأتم ولم يسمح لنا بمغادرة بغداد إلى أي جهة كانت حتى خرجنا منها إلى ديارنا.
إنني أدعوك يا سيد عبدالعال عبدالعال لزيارة المملكة على حسابي الخاص بعد أن تكشف عن اسمك الحقيقي لترى ما تعيشه المملكة من أمن وأمان ورفاهية يحسدنا عليها الكثيرون ونقارن بين هذه الحياة وحياتك في بلدك – وبلاش العراق – وستتأكد من أننا محسودون، وكل ذي نعمة محسود، ولكننا نتذرع بالصبر عملا بقول الشاعر:
اصبر على كيد الحسود
فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله