لا نتصور أن أحدا في هذا العالم من أقصاه إلى أقصاه يعارض الحل السلمي أو يريد الحل العسكري لما يعرفه الجميع من ويلات الحروب ودمارها لكل شئ ولكن السؤال المحير الذي يدور على جميع الألسنة: كيف نصل إلى الحل السلمي؟! وهل الحل السلمي أن يخضع العالم لإرادة حاكم فرد مُصِر على أن يقول للشئ كن فيكون ويصرح دائما أنه لا معقب لحكمه ولا عودة عن احتلاله للكويت فقد قضي الأمر.
ومع ذلك يجد هذا الحاكم الفرد المتآله من يشايعه ويسير في ركابه ويدعو بدعوته ويعتبره الحاكم المثالي بل يدعو الدول التي وقفت بجانب الحق ضد الظلم والعدوان أن تتراجع عن موقفها العادل لتسير في ركاب الظالمين وتقر شريعة الغاب التي يريد أن يحييها صدام حسين بعد أن قضت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية وأصبح العالم يعيش في عهد حقوق الإنسان ومنع العدوان.
يتوقع المعلقون السياسيون أنه في نهاية رحلات الرئيس بوش التي يجريها أن يوجه مجلس الأمن إنذارا للرئيس العراقي بالانسحاب من الكويت خلال مدة محددة وإلا فلا يلومن إلا نفسه.
ونحن نذكر بهذه المناسبة إنذارا شبيها في عام 1956 م صدر من البيت الأبيض الأمريكي إلى ثلاث دول هي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالانسحاب من مصر بعد العدوان الثلاثي المشهور أدى إلى إنهاء ذلك الاعتداء وانسحاب جيوش الدول الثلاث من مصر.
ونحن نتوقع أن مثل هذا الإنذار بعد استكمال العدة ووقف التصريحات والدعوات إلى الإمهال والانتظار للحل السلمي التي تعطي حاكم العراق صورة عن الاختلاف في الرأي والأمل في قدرته على الاستمرار في إذلال القوى العالمية والمنظمات الدولية بصلفه وعنجهيته..
نتوقع أن مثل هذا الإنذار بلهجة جادة وعين حمراء ستصيب نفس صدام بالانهيار والاستسلام وتصل في النهاية إلى الحل السلمي عن طريق الحل العسكري.
أما أن نظل ننتظر على رأي البعض حتى يعرض علينا صدام حسين أفكاره ويملي شروطه علينا للوصول إلى الحل السلمي الذي يريده هو فإن انتظارنا سيطول ويطول ولن نصل إلى شئ إلا بعد عمر طويل وقد لا نصل.. فهل ننتظر ذلك في أقرب فرصة..