التوجيه الملكي الكريم الذي انطوى عليه خطاب جلالة الملك فهد إلي رجال الأعمال في افتتاح مؤتمرهم الثاني الذي عقد بالرياض خلال الأسبوع الماضي في مختلف موارده وخاصة التوجيه إلي إستثمار رأس المال السعودي داخل البلاد بدلاً من تبديده وإضاعته في الخارج كما فعل البعض.. هذا التوجيه كان في منتهي الحكمة والإحاطة بدقائق الأوضاع بالإضافة إلي الأدب الإسلامي أدب النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - الذي كان يوجه أصحابه دون المساس بمشاعرهم فلا يسمي مخطئاً بل يلمح قائلاً: ما بال أقوام يفعلون كذا. ولا يسميهم.. وصدق الله الذي يقول "وإنك لعلي خلق عظيم"
هذا ما فعله جلالته- وفقه الله- ليرجع هؤلاء الأبناء.. أبناء المملكة إلي الحق والرشد وأداء الواجب فنعم التوجيه ونعم الموجه وهدى الله الموجهين- بفتح الجيم- إلي الحق وإلي طريق مستقيم.
ليس هذا فحسب.. بل حمل الخطاب بشريات كثيرة أثلجت صدور رجال الأعمال وطمأنتهم على مستقبلهم وتقديم كل عون لهم بالإضافة إلي ردود شافية على تساؤلات كانت تدور في أذهانهم وتسبب قلقاً لهم.
حفظ الله جلالته ووفقه لكل خير.
تساؤلات خاطفة
1. مجمع دوائر القضاء الشرعية المزمع إنشاؤه خلف الثكنة العسكرية بجرول بمكة المكرمة مضي على تخطيطه وتخريطه سنوات عدة وطرح بالمناقصة أكثر من مرة ولكنه حتى الآن لم يشرع فيه مع أن الدوائر الشرعية في أمس الحاجة إليه والمراجعون لها في عز التعب من تفرقها هنا وهناك وإنتقالها بين الحين والآخر من هنا إلي هناك.
فهل يحق لنا أن نسأل وزارة العدل عن سر هذا التأخير؟!
2. الأغاني والموسيقي الغربية الراقصة التي تعمل ليل نهار في أسواق جدة الكبرى الجديدة والتي تدفع المتسكعين من الشباب في هذه الأسواق إلي التلوي والتثني والمشي الراقص.. أين هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإسكاتها نهائياً أو على الأقل إبدالها بأغاني وموسيقي عربية لارقص فيها ولاتمايل ولارفس بالأقدام؟!
3. بعد الحذاء المكتوب عليه لفظ الجلالة ظهرت مفارش صغيرة تفرش على الأرض وتداس بالأقدام مطبوع عليها لفظ الجلالة ولا ندري ماذا يقصد هؤلاء الملاحدة بهذا العمل؟! هل يظنون أنهم بهذا يزرون بمقام الإلوهية الحقة؟! إنما يزرون بأنفسهم فالله أجل وأكبر.
هذه الملاحظة تلقيتها من الأستاذ عائض حسن الصبحي مدير مدرسة ابن ماجه الابتدائية بمكة المكرمة ومعها مفرش أضعه تحت أمر فرع وزارة التجارة بمكة المكرمة للتحقيق عن مصدره وإتخاذ ما يجب نحو ذلك.
أما الشكل فإنه نفس الشكل الموجود على الأحذية ويظهر أن المصدر واحد وصاحب الفكرة واحد ولا يجوز أن تمر هذه العملية بدون عقاب شديد أبسطه إدارج إسم هذه الشركة الفاعلة ضمن قائمة المقاطعين من المصانع والشركات التي تعتدي على مقدسات المسلمين فإن هذه الجريمة أشد فحشاً من جريمة التعامل مع إسرائيل التي نقاطع من أجلها بعض الشركات والمصانع.
4. والتساؤل الرابع والأخير موجه إلي مسئولي التلفزيون السعودي وهو: نقرأ كثيراً عن مسرحيات ومسلسلات وتمثيليات إسلامية تاريخية كمسرحية (الفقيه الأعظم) والمقصود به أبو حنيفة، وأسامة بن زيد ونسيبه الأنصارية وغير ذلك كثير مما لا يحضرني لماذا لا نرى مثل ذلك إلا في رمضان أو الحج وبنسبة ضئيلة؟! أليس لأولئك الذين لا يرتاحون إلي المسلسلات الغرامية والإجرامية والتي كثيراً لا تمت أحداثها ووقائعها إلي مجتمعنا ولا عبرة لنا فيه ولا موعظة.. أليس لهذا النوع من المشاهدين وأؤكد أنهم أكثر مما تتصورون.. أليس لهم حق معلوم ونصيب مفروض في برامج التلفزيون؟! وأين المسلسلات التاريخية التي كانت تقدم لرشيد علامة؟!
صلاة الاستسقاء
منذ مدة نشرت الصحف المصرية عن إقامة صلاة الإستسقاء ظهر الجمعة وأقيمت فعلاً في الموعد ثم نشرت صحف اليمن الشمالي نفس الأمر وأقيمت الصلاة بعد صلاة الجمعة.
ونحن هنا قد تعودنا إقامة مثل هذه الصلاة صباحاً وليس بعد صلاة الفجر متصلاً حيث يكون الناس متواجدون بالمسجد الحرام ولكن بعد ذلك بزمن طويل وقد تفرق المصلون وتكاسل أكثرهم من العودة إلي المسجد للصلاة.
وأنا أضع هذا السؤال تحت نظر مجلس القضاء الأعلا عندنا وكافة علماء الدين: هل حددت الشريعة موعداً لصلاة الإستسقاء من ليل أو نهار؟! أم يجوز أن نصليها في الوقت المناسب لنا بحيث يجتمع أكبر عدد من المصلين للصلاة والدعاء والإستسقاء؟!
وهل هناك مانع من أن ندعي إلي صلاة الإستسقاء بعد صلاة الجمعة حيث يكون أكبر تجمع إسلامي أسبوعي أو أي وقت آخر نراه مناسباً يسهل فيه حضور المواطنين لأداء هذه الصلاة بدون مشقة كبعد صلاة المغرب مثلاً؟!
أرجو أن نسمع كلمة علمائنا في ذلك.