كنت ومازلت ممن يدافع عن شركات الأسمنت في بلادنا ويطالب بالحماية لها كصناعة وطنية وثروة قومية ساهم فيها ألوف الموطنين وساهمت هي فيما نشاهده في بلانا من نهضة عمرانية منيت أخيراً بمنافسة غير شريفة من مصانع الأسمنت في الخارج من دول صناعية أخرى تساعد وتدعم تصدير الإنتاج حتى كادت مصانعنا تهوى على أم رأسها لولا دعم الدولة ومسارعتها إلي الحماية الضرورية فحمدنا الله أولاً ثم حمدنا للدولة هذا الدعم وهذه الرعاية.
غير أن أصواتاً بدأت ترتفع بالشكوى من مصانع الأسمنت وهذا ما جاء بصحيفة (المدينة) الغراء يوم 3/4/1409 ﻫ فهذا يشكو من الإستمرار في رفع أسعار الأسمنت بين فينة وأخرى بدون مبرر ولا إنذار مبكر الأمر الذي أحرج وسيظل يحرج المقاولين والمتعاملين مع صناعة الأسمنت ويعرضهم للخسارة بعد أن يكونوا قد إلتزموا في مقاولاتهم بالأسعار القديمة ويختص الشاكون بشكواهم شركات الأسمنت في المنطقة الغربية ويثنون على شركات المناطق الأخرى إلي درجة أن أطلقوا على هذا التصرف صفة " العبث والتلاعب بالأسعار " الأمر الذي نرجو أن تتنزه عنه مصانع وطنية يفترض فيها النظام والإلتزام بالأسعار وجودة الإنتاج والتعاون مع جميع المتعاملين معها.
وأسوأ ما قيل في هذه الشكوى ويعتبر لا يمكن السكوت عليها أن مستوى أسمنت بعض المصانع ليس بالجودة التامة وقد ثبت أن بعض الخلل الفني ينتج عن تشققات وليس في مقدورنا- ولا غيرنا- أن ندافع عن مصانع الأسمنت ضد هذه التهم، فذلك من إختصاصها وحدها وعليها أن تبادر بتصحيح الوضع إن كان ما قد قيل صحيحاً أو تدافع عن نفسها إن كان غير صحيح فالشكوى إذا كانت صحيحة يجب إزالة أسبابها.
دار القضاء.. أو مجمع الدوائر الشرعية
لا نوافق الأخ مصطفي رضا على إقتراحه تحويل حديقة المسفلة إلي مقر دار القضاء أو مجمع الدوائر الشرعية لسببين: الأول أن هذه الحديقة متنفس هام لمنطقة من أكثف المناطق سكاناً وعمراناً ورئة لا يمكن الاستغناء عنها. أما الثاني فإن إنشاء هذه الحديقة كلف مبالغ طائلة للترفيه عن المواطنين فكيف تهدر هذه المبالغ بإزالة الحديقة وإقامة مباني دار القضاء مع وجود عدد من الأراضي الخالية هنا وهناك في مختلف مناطق مكة المكرمة.
مثلاً توجد أرض واسعة على عدة واجهات تقع بين مبني إمارة منطقة مكة المكرمة الجديد ومستشفي الملك فيصل بالششة. كما توجد أرض واسعة جداً بالعدل مخصصة الآن لخيام حجاج البر القادمين من الخليج وموقعها ممتاز ويمكن نقل هذا المخيم إلي موقع آخر وكلا الموقعين أراض بيضاء صالحة لإنشاء هذا المجمع دون كلفة، كما أن هناك أراض شاسعة في مخطط الحمراء أمام فندق انتركونتننتال أو على خط جدة القديم بجوار رابطة العالم الإسلامي وكلها مواقع تعتبر قريبة وتصلها المواصلات العامة وبها جميع الخدمات من كهرباء وهواتف ومياه ومجاري. فلماذا نهدم ما نبنيه ونهدر ملايين الريالات من أجل إقامة مبني جديد؟