للمرة الثانية أكتب عن خطورة الوضع بالنسبة لصناعة الأسمنت في بلادنا وما تعانيه مصانع الأسمنت من جراء المنافسة والإغراق التي تعمد إليها بعض الدول المنتجة للأسمنت بهدف دفع مصانعنا إلي الإفلاس والتوقف- لا سمح الله
لم يعد سراً أن مستودعات مصانع الأسمنت عندنا مكتظة بالإنتاج المخزون وبملايين الأطنان بالإضافة إلي مادة (الكلينكر) وهي مادة أساسية لصناعة الأسمنت ومن المعروف أن خزن الأسمنت طويلاً سيعرضه للتلف بل والفساد وفي ذلك خسارة فادحة.. فكيف إذا أضيف إلي ذلك توقف المصانع واحداً بعد الآخر إذا إستمر الحال على هذا الوضع..؟ وفعلاً قد أوقفت بعض المصانع لبعض مكناتها..
أما السبب في هذا الذي يجري ونقف نحن متفرجين لا نحرك ساكناً فإن سياسة الإغراق التي تتبعها مصانع الأسمنت في أوروبا وأسبانيا بالذات واليونان وكوريا نتيجة لما تقدمه لها حكوماتها من إعانات وتسهيلات ومختلف الوسائل لتصدر إلينا الأسمنت بأسعار أقل من التكلفة لتضطر مصانعنا للتوقف.. وحينئذ يتحكمون في السوق ويفرضون الأسعار التي يريدون ويستعيضون ما خسروه- إن كانوا خسروا شيئاً- وهي سياستها المتبعة تجاه كافة أسواق العالم..
والأنكي من ذلك أننا نساعد على تدمير صناعتنا الوطنية وندفعها للتوقف من أجل ربح بسيط وموقوت.. لقد مضت عدة سنوات ومصانع الأسمنت التي كانت من أنجح الشركات عندنا وكانت توزع أرباحا مجزية لم تعد تصرف أية أرباح بسبب هذا المخزون الكبير المعرض للتلف.. كما أسلفنا- ونحن لا نحرك ساكناً ولا نحاول بحث الموضوع أو علاجه أو تدارك الأمر قبل وقوع المكروه وكأن ذلك لا يعنينا..
ولقد دهشت وأنا أقرأ خبراً مفاده أن بعض الجهات بدلاً من أن تتخذ إجراءً داخلياً لحماية هذه الصناعات كما هو المفروض عمدت إلي طلب الوساطة لدي الدول المنافسة ترجوها وقف العمل بهذه السياسات الإغراقية وهو أسلوب غريب في معالجة مشكلة إقتصادية خطيرة كهذه المشكلة..
فهل عجزنا أن نحمي صناعتنا الوطنية هذه من التوقف واقتصادنا حتى نلجأ إلي التماس ذلك من خصمنا في الميدان؟؟ وهذه أمريكا أعلنت منذ يومين إتخاذ إجراءات مشددة ضد بعض الصناعات اليابانية المنافسة لصناعاتها حرصاً على حمايتها...
أرجو ألا يكون ما قرأته صحيحاً.. كما أرجو أن تتدخل الجهة المسئولة عن صناعاتنا وإقتصادنا الوطني بإتخاذ إجراء سريع لحماية هذه الصناعة من النتائج غير المرغوب فيها..
والله من وراء القصد..