دخل إعرابي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: يا رسول الله إني أستأثر بخلال أربع: الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، والكذب، فأيهن أحببت تركتها لك. فقال عليه السلام: دع الكذب فقبل الأعرابي وعندما هم بالزنا تذكر وعده للرسول ألا يكذب وسأل نفسه ماذا يقول لو سئل هل زنى؟ إذا أنكر كان ناقضاً لوعده، وإن أعترف كان مستحقاً للحد فلم يزن، ثم هم بالسرقة ثم هم بشرب الخمر ففكر في مثل ذلك ولم يفعل، ثم رجع إلى الرسول قائلاً: يا رسول الله لقد تركتهن جميعاً. هذه القصة تكشف عن مدى أثر الكذب في حياة الإنسان وأخلاقه. فالكذب جبن لأن الشجاع لا يكذب، والكذب خيانة لأن الأمين لا يكذب والكذب ظلم لأنه تضييع للحقوق ومسخ للحقائق. فأعزم كل صباح أن تكون صادقاً في كل ما تقول وتفعل وأن تتجنب ما استطعت ما يضطرك إلى الكذب فستخرج من هذه التجربة بمجموعة من الفضائل يقابلها تجرد من كثير من الرذائل.