.. هذه رسالة من نفر من المواطنين يستنجدون بأمانة العاصمة ووزارة الزراعة لوقف هذه اللهجة العنيفة من بعض أصحاب المخططات على المناطق الخضراء من مكة المكرمة ويقولون فيها إن كثيراً من الأراضي المزروعة التي كانت تحيط بمكة المكرمة من أسفلها وأعلاها وشرقها وغربها اكتسحتها المخططات وجعلتها يباباً لا ترى فيها سوى البتر وبيتاً هنا وبيتاً هناك ولا ماء ولا كهرباء ولا خدمات والناس مندفعون على البيع والشراء الأمر الذي لا يعلم نهايته إلا الله.
ليس هذا فحسب بل الاكتساح مستمر.. ففي طريق الشعيبة الآن وقرب محلة المسفلة بلادان زراعيتان بهما إحدى عشرة بئراً عامرة بالماء مزروعة بالخضروات تمون بها مكة المكرمة يومياً بأطنان الخضروات يعتزم صاحبها تحويلها إلى مخطط سكنى بعد تخطيطها وقطعها وخلع أشجارها الباسقة ومزروعاتها المثمرة بصرف النظر عن كونها الآن متنفساً لسكان المنطقة القريبة منها.
ثم يستطردون إلى القول بأن هناك تعليمات سامية وأوامر عامة بمنع تحويل الأراضي الزراعية إلى أراضى سكنية إلا بعد موافقة وزارة الزراعة ولا يعتقدون أن أصحاب المخططات يحصلون على هذه الموافقة لمخالفة ذلك لاهتمامات الوزارة بتنمية الزراعة وتشجيع المزارعين.
إنهم يستصرخون وزارة الزراعة للمبادرة بوقف هذا الزحف على البقعة الخضراء الباقية بأطراف مكة المكرمة ودمار الآبار فيها.
ونحن نضع هذه الرسالة تحت أنظار وزارة الزراعة والمياه وأمانة العاصمة رجاء بتدارك الأمر والتصرف قبل فوات الأوان والله الموفق.
ما هكذا يا سعد.. تورد الإبل!
«يدرك باللطف ما لا يدرك بالعنف» هذه النظرية هل مازالت قائمة أم انقلبت الموازين وأصبح العنف هو الوسيلة الوحيدة للإصلاح؟! وهل صحيح أن الناس جميعاً لم تعد تنفع معهم الإشارة بل لابد من قرع العصا؟!
الذي يبدو هذه الأيام كلما أسند أمر إصلاح مرفق أو وضع أدركه التسيب أو الإهمال إلى مسئول جديد جاء هذا المسئول وفي يده عصا يخبط بها يميناً وشمالاً.. يصيب من يصيب، ويخطئ من يخطئ، ويصفق من يصفق وأخونا مأخوذ بنشوة السلطة المطلقة والناس من يلق خيراً قائلون له لا ما يشتهى ولام المخطئ الهبيل كما قال شاعرنا القديم، وفي غمرة نشوة الانتصار الموهوم وخلف غبار المعركة تختفي النتائج البعيدة المترتبة على العنف ولكنها بمرور الزمن تبدأ تتكشف عن خسائر كبيرة قد تعجز عن تعويضها إلا إذا رجعنا إلى التوسط في الأمور – وخير الأمور الوسط كما يقولون – ولقد تعلمنا ونحن صغاراً أن الحزم هو الشدة بغير عنف.. واللين بدون ضعف، والحزم مطلوب بلا شك ولكن بالصورة التي أسلفنا وإلا كانت النتائج عكسية.
إننا نرجو من كل مسئول أن يكون حازماً وأن يكون قدوة في النزاهة والعمل والدوام وتقديم المصلحة العامة لا أن يكون بطاشاً مروعاً لأن الحزم والإخلاص في العمل شيء والتجبر والبطش شيء آخر، وليضع دائماً نصب عينيه الحكمة القائلة «إذا أمكنتك قدرتك من مخلوق فتذكر واخش قدرة الخالق..» وهل نردد على مسامعهم قول الشاعر:
أوردها سعد وسعد مشتمل * ما هكذا يا سعد تورد الإبل.