ترى كم من المسلمين والمسلمات المشردين الآن في لبنان يصرخون داخل بيروت المحاصرة تمنع عنهم إسرائيل الكافرة الماء والغذاء والدواء والكهرباء وكل شئ كم من هؤلاء من يصرخ الآن، وإسلاماه!!
والمسلمون في كل مكان وكأنهم قد صموا آذانهم واستغشوا ثيابهم وكأنهم لا يرون ولا يسمعون.
أليس بين المسلمين معتصم واحد يرد على نداء هؤلاء المسلمين والمسلمات كما رد المعتصم العباسي على نداء امرأة واحدة فأذاق أعداء الإسلام يومها مرارة الهزيمة وانتقم لتلك المرأة المسلمة شر انتقام.
أليس فيهم من يجيب ليذيق هؤلاء السفاحين بأس الإسلام وعزيمة رجاله ويفك الحصار على الأقل بدوافع إنسانية ليأكل الجياع ويشرب العطاش ويعالج المرضى ويحس سكان بيروت أنهم يعيشون حضارة القرن العشرين ووثيقة حقوق الإنسان وليسوا في غابة يحكمها الوحوش ويسوسها أبناء الأفاعي.
والأنكى من ذلك هذه المساندة الأمريكية التي تتمثل في استعمال حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن ضد الحقوق العربية والإسلامية والإنسانية وهذا التحريض الصارخ لإسرائيل على اجتياح لبنان وتصفية الفلسطينيين.
أما روسيا فمحبها الله فما أقبح موقفها من أصدقائها الذين يحجون إليها كلما حزبهم أمر أو تركنا بهم نازلة وما أشبهه بموقف الشيطان من العصاة «إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون».
وثالثة الأفاعي تلك الدول الغربية ومن يطلقون على أنفسهم «العالم الحر» والتي تقف موقف المتفرج ولا تزيد على الاستنكار بالكلام ولا شيء غير الكلام.
والسؤال المحير الذي لا يجد له المرء جواباً شافياً هو، لماذا نحن دائماً نهرع إلى مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ولم تهرع إليه إسرائيل قط؟! وهل فعل لنا مجلس الأمن شيئاً منذ سنة 1947م حتى الآن غير القرارات التي هي حبر على ورق؟! ولماذا تعمد إسرائيل إلى أخذ حقها أستغفر الله باطنها – بيدها ونلجأ نحن للشكوى والبكاء على الأطلال شأن الضعفاء؟! وهل نحن ضعفاء فعلاً؟! أعتقد أننا لسنا ضعفاء ولكننا متخاذلون مفككون متنازعون ذهب ريحنا واستخف بنا العالم حتى من كنا نعتمد عليه وقفوا موقف المتفرج..
والأشد نكاية من هذا وذاك موقف ذلك الحاكم العربي ذي السبعة وجوه الذي اختار هذا الطرف بالذات للرقص على الحبال وإعطاء أقبح صورة عن الحكام العرب بما يذيعه وينشره من هراء وحملات سخيفة وإنكار للمواقف السعودية المشرفة في جميع القضايا العربية وقضية فلسطين ولبنان بصورة خاصة وما تبذله من جهود يعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء وتكاد تتميز إسرائيل منها كمداً وغيظاً..
اللهم انصر دينك بمن اخترته لهذه المهمة الصعبة فقد وعدت عبادك المؤمنين بالنصر وأنت لا تخلف الميعاد!!
وماذا بعد الانتحار؟!
آخر وصية لرئيس عربي من دول الصمود والتصدي لقادة المقاومة الفلسطينية أن ينتحروا.. نعم ينتحرون ويريحون إسرائيل وأمريكا ودول الصمود..
فهل الانتحار شجاعة ورجولة؟! أم الموقف الحالي؟! وأيهما أشرف وأكرم، الانتحار أم الاستشهاد؟! وأين هو وزملاؤه الذين تاجروا بالقضية الفلسطينية ومازالوا يتاجرون بها تحت شعار الصمود والصدى؟! أين هم الآن والقضية الفلسطينية تواجه أعظم محنة في تاريخها وتمر بأشد أزمة قد تنتهي – لا قدر الله – بانتهاء القضية الفلسطينية وقبرها..
وأين طائراته وأسلحته التي كان يرسلها إلى جزيرة مالطه وأيرلندا لمناصرة الثوار؟! أليس ثوار فلسطين أولى بها.
ورفيقه في الدرب الذي يذكرنا بالبيت القديم «أسد عليّ وفي الحروب نعامة/ ربذاء تنفر من صغيراً يصافر الذي استأسد على الفلسطينيين وعلى شعبه وعندما جاءته إسرائيل استنعم»!!