الأحد, 07 أغسطس 2011 13:20

كل أربعاء

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

كان المطلوب عالمياً وعربياً من صدام حسين في الثلاثة الأيام الأولى من عدوانه على الكويت هو الانسحاب من الكويت وإعادة الشرعية إليه ولا شيء غير ذلك يا ليته فعل وجنبنا هذه الأيام المظلمة ولكنه تمادى في عناده وأصر على ابتلاع الكويت وولى مستكبرا. بعد ذلك تطورت المطالب ووضع يده على المقيمين الآمنين في العراق والكويت من رعايا الدول التي شجبت عدوانه وطالبته بالانسحاب طبق قرارات مجلس الأمن وليس قراراتها هي.. وضع يده عليهم وحجزهم في العراق ليتخذ منهم متاريس يحتمي خلفهم من ضرب القوات التي قدمت لإنقاذ الكويت وإخراجه منه بالقوة. فأصبحت المطالب ثلاثة: الانسحاب.. إعادة الشرعية.. إطلاق سراح الرهائن وبح صوت المطالبين له بوجوب التعقل وتحقيق المطالب قبل فوات الأوان فلم يسمع واستمر في التخريب بالكويت وسرقة البنوك والمتاجر والمساكن وتدمير المنشآت وتشريد المواطنين والمقيمين وضياع حقوقهم وموت الكثيرين منهم جوعا وعطشا ومن حرارة الشمس في الصحاري بسبب الهروب الجماعي من القتل. نجد مطلبا رابعا وهو التعويض وهو تعويض يقصم ظهر صدام حسين ويلحق أضرارا فادحة بالعراق لأن ما نهبه الجيش سيكلف العراق بدفعه.. وبعد شهر من العدوان الآثم وعدم إصغاء صدام حسين لكل النداءات والرجاءات والاسترحامات اضطررت دول الخليج لاستدعاء دول صديقة عربية وإسلامية وأجنبية تلافيا لتماديه في الغزو، واستمرائه للكسب الحرام فجاءت الأساطيل والجيوش تحمل جميع أصناف الأسلحة الفتاكة وغير الفتاكة لصد الهجوم وأصدرت الأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن عدة قرارات متتالية من الأوامر والعقوبات وهو مصر على موقفه يرفض كل دعوة ويهدد ويوعد وينذر جميع الدول بالويل والثبور إن تدخلوا لمنعه من احتلال الكويت أو إخراجه منه. وطفح الكيل ولم يبق في قوس الصبر منزع وأصبح المطلب الخامس والأخير هو رأس صدام حسين فبدون ذلك لن يستقر للعالم قرار ولن يعرف الأمن وأصبحت المطالب الأربعة تلقائية وثانوية وكلما مرت الأيام كلما زاد إلحاح المطلب الخامس فهو الذي يريح العالم من شرور هذا الحاكم الذي طغى وبغى وتجبر حتى على شعبه فأصبح يتمنى زواله في أقرب وقت ليتنفس الصعداء ويعايش شعوب المنطقة سلامها وأمنها وتقدمها. فهل يوافق صدام حسين على تحقيق هذه المطالب؟ أم يؤثر المقولة الشهيرة التي قالها طاغية قبله: علي وعلى أعدائي يا رب!! العلم عند الله الذي ندعوه أن يلطف بنا وأن يرد كيد هذا الباغي في نحره.

معلومات أضافية

  • العــدد: 6
  • الزاوية: كل أربعاء
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
الذهاب للأعلي