لا أدرى لماذا يفتقد المرء أسماء بعض البنوك الوطنية والمشتركة بين المسارعين للتبرع إلى الجمعيات الخيرية التي عمت أرجاء المملكة لتشيع روح التعاون والتكافل والمحبة بين المواطنين؟
أجل لا أدرى!! أليس عليها زكاة؟ ألا تأكل من خيرات هذا البلد وتنمى ثرواتها به؟! أليس واجباً على البنوك الأجنبية التي أصبحت مشتركة أن تساهم هي الأخرى ومن أرباح الأجانب في أعمال هذه الجمعيات الخيرية كما يساهمون هم هناك في أعمال بلادهم ومشروعات كنائسهم ومؤسساتهم التبشيرية؟!
إننا لا نريد أن نسمى أو نعين فهذه قوائم الشرف من تبرعات المحسنين لجمعيات البر ولجان مساعدة المساجين وتحفيظ القرآن والجمعيات النسائية تملأ صفحات الصحف تظهر منها أسماء البنوك والمصارف التي سارعت إلى الاستجابة لأعمال الخير والبنوك والمصارف التي التزمت الصمت في نحس منهم من أحد ولا نسمع لهم ركزاً.
إننا لا نستجدى أحداً فقد ضرب لنا جلالة الملك فهد أروع مثل في أعمال الخير وكذلك الأسرة المالكة والكثير من رجالات هذا البلد وشركاتها ومؤسساتها ولكننا فقط نسجل ظاهرة سيئة لعل الأحاسيس تستيقظ ودوافع الخير تتحرك.
الشركات الكبرى والجمعيات الخيرية..
وبعد بعض البنوك نود أن نتساءل عن الشركات الكبرى بالمملكة كشركات الكهرباء وشركات الأسمنت والنقل والزيت وأمثالها أليس في أموالها زكاة؟! أليس عليها فوق الزكاة أيضاً المساهمة في الأعمال الخيرية الجماعية التي انتشرت في جميع أنحاء المملكة لتشبع روح التكافل والتعاون والإحسان.
هي الأخرى افتقدت ذكرها بين قوائم التبرعات التي يتسابق إليها الأفراد والمؤسسات الفردية والشركات العادية للمشاركة والمساهمة في أعمال الخير فلماذا!
أليس تدعيم هذه الجمعيات الخيرية التي تعمل في مختلف المجالات ومساعدتها واجباً وطنياً وإنسانياً ودينياً؟!
ألم يقرأ المسئولون عن هذه الشركات الكبرى ما تفعل أمثالها في الخارج من تدعيم المؤسسات والحركات التبشيرية لمساعدة الفقراء وإقامة المستشفيات وإقامة الملاجئ لاجتذاب فقراء المسلمين إلى دينهم؟!
إنني أنتهزها فرصة لأحيى المواطن الشيخ صالح عبد الله كامل والمواطن رفيق بهاء الدين الحريري الذين ضربا أروع الأمثال في التبرع والسخاء ومد يد العون لكل جمعية خيرية على مختلف أعمالها وتخصصاتها.
جزاهما الله خيراً وأجزل لهما المثوبة هم وغيرهم ممن سبقوهم أو لحقوا بهم في هذا المجال فمهما قل عطاؤهم فإنه خير وسيلقون جزاءه عند الله وما عند الله خير وأبقى.
ما رأى كلية الطب بجدة؟
هذا الجدل الدائر حول العلاج بالوخز بالأبر بين الطبيب السعودي الدكتور حسين حامد دخيل وبعض معارضيه وإصرار الدكتور أن هذا العلاج علاج.. أو على الأصح طب معترف به في العالم وله مؤتمرات وندوات ودراسات وما يتعلل به المعارضون من عدم استكمال الدكتور إجراءات رخصة العيادة أو استيراد أدوية وزنها كذا كيلو لمريض أو ارتفاع تعرفة الكشف مما نراه خارجاً عن الموضوع.. لأن المسألة مسألة علمية تخضع للتجربة.
وأذكر أنني قرأت مرة تحقيقاً صحفياً في إحدى صحف دار الشرق الأوسط – وأظنها المجلة – مع الدكتور الدخيل وبعض مرضاه فأعترف المرضى بجدوى العلاج.. وسألت أنا صديقاً ذكر لي أنه عولج لدى هذا الطبيب فاستفاد به ولكنه لم يداوم.
والطبيب السعودي يتحدى معارضيه بالعلم والتجارب ولا يرد هذا التحدي إلا ندوة علمية تعقدها كلية الطب بجدة مع الطبيب السعودي تناقشه علمياً عن هذه الوسيلة في العلاج ومصادرها وآثارها الحقيقية ثم يعلن ذلك على الملأ تشجيعاً للطبيب السعودي على الاستمرار في ممارسة هذا النوع من العلاج واقتداء غيره به أو حماية المواطنين من صرف أموالهم في علاج لا أساس له لو ثبت أن الأمر كذلك..
فما رأى كلية طب جدة؟!