لا أريد أن أدافع عن مراقبة المطبوعات بوزارة الإعلام لأن الأخ عبد الله باهيثم نفسه دافع عنها في نفس كلمته التي لامها بها عندما قال ما معناه إن ما توافق على نشره إنما توافق من حيث الخلو من التجاوزات والخروج على القانون دون التدخل في كونه أدباً أو ليس أدباً....
ولكنني أريد أن أخالف الأخ عبد الله باهيثم في حملته على ما ينشر هذه الأيام من أدب لا يخلو من الغث السمين لأن هذه هي سنة الأدب في كل زمان ومكان والسمين دائماً يأتي وليد محاولات متكررة من الغث ولا يوجد أديب ولد أديباً أول يوم ولو رجعنا إلى إنتاج كل كاتب وشاعر ومفكر لوجدناه خليط من هذا وذاك – إلا ما ندر والنادر لا حكم له – ولولا ذلك لما وجد نقد أدبي ولما كانت تلك المعارك الأدبية التي دارت رحاها طيلة قرون وما تزال..
ومن عاصر حركة النشر في بلادنا خلال النصف الثاني من القرن الماضي ورأى بعينيه ما عانت هذه الحركة من مخاضات أجهضت أكثر من مرة لم وسعه إلا أن يشد على يد المجاهدين من مغامري النشر في السنوات الأخيرة وما ضحوا به في سبيل ذلك من جهد ومال.
ولو أنهم سلكوا قصر النشر على الناضج من الأدب فقط لتوقفوا ولم ينضج أدب جديد، ولولا تشجيع المبتدئين في الصحافة مثلاً أو الأدب بمختلف عناصره من مقالة وشعر وقصة أولاً بالنشر في الصحف ثم كتب أو كتيبات – لولدت هذه الحركة الأدبية في مهدها وعشنا على ثلاثة أو أربعة أدباء سوف ينقرضون مع الزمن وترجع مع الأمية.
لا.. يا أخي عبد الله لا تلم وزارة الإعلام فإنها تؤدى رسالتها في تشجيع الأقلام الفتية.. ولا تلم الناشرين فإنهم فدائيون غامروا بأموالهم وجهودهم لإخراج أدبنا المطمور في زوايا النسيان وإنضاج أدب مازال فجا ليقف على قدميه وينزل إلى الساحة أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
فهل يستحقون اللوم أم أنهم جديرون بالثناء والتقدير؟!
ظاهرة خطيرة
الظاهرة الجديدة التي كتبت عنها «الأربعاء» الملحق الأسبوعي لجريدة المدينة الغراء عن العمائر التي تنشأ بجدة بأسلوب «سلق البيض» وبصورة عاجلة وغير معقولة من أجل الربح السريع والتي ظهر على بعضها التصدع والتشقق ولم يمض عليها بضع سنوات.
هذه الظاهرة خطيرة جداً وإن لم يتدارك أمرها من الآن وبصورة عاجلة ويحاكم الذين بنوها ويعاقبوا ويجعلوا عبرة لمن يعتبر فإننا سنصحو على كوارث لا تقل هولاً عن كوارث مثل زلزال اليمن أو كوارث العمائر التي بدأت تنهار على رؤوس ساكنيها بل جيرانها فتزهق أرواحهم في الشقيقة مصر نتيجة لفقدان الضمير من جهة والطمع والجشع من جهة أخرى..
أجل إنها ظاهرة خطيرة ونرجو من معالي الصديق المهندس محمد سعيد فارسي أمين مدينة جدة الذي جعل منها بحق عروس البحر الأحمر أن يحميها من شر أعدائها الذين لم يعد همهم إلا الكسب من أي طريق والمال من أي مصدر وليهلك من هلك ويذهب من يذهب!!
الرجل المناسب
في المكان المناسب
أنا لم أعمل مع الأستاذ محمد صفوت السقا الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي ولكنى عرفته من خلال نشاطاته المختلفة في مجالات الرابطة حضراً وسفراً وكنت كلما زرته أو لقيته أو تحدثت إليه وجدته الرجل المناسب في المكان المناسب هذا إضافة إلى حماس شديد لكل جهد في سبيل الدعوة الإسلامية وإحساس كبير بالمسئولية الملقاة على عاتقه لا يجده من يلقاه إلا متهللاً باسماً ومن يأمل في مساعدته أو دعوته إلا مجيباً باذلاً أقصى ما يمكن في سبيل ذلك.
هذه تحية قصيرة أودع بها داعية إسلامياً مخلصاً داهمه المرض أكثر من مرة وهو يؤدى هذه الرسالة التي تذر نفسه لها وأعطاها عصارة فكره وقلبه الأمر الذي اضطره إلى الاستقالة رغماً عنه.
وأضيف على ذلك هذه التحية دعاء مخلصاً من القلب أن يمتعه الله بالصحة والعافية وأن يحسن عليه ويجزيه خيراً عما قدم وأن يحقق له أحلامه التي كان يأمل تحقيقها بنفسه على يد خلفائه وتلامذته..