السبت, 20 أغسطس 2011 00:53

حديث الخميس

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

"السعادة والطمع" لا يجتمعان، فلكي تكون سعيداً يجب أن تكون قنوعاً، وبتعبير آخر إذا استطعت أن تكون قنوعاً بالقليل، وسيطرت على نفسك، وحاربت الطمع في الكثير فأنت أسعد السعداء.

وكلنا ينشد السعادة ويسعى لها جاهداً ويود شراءها – لو كانت تشرى – بأي ثمن.

ويقول علماء النفس أن السعادة حالة عقلية لا نهائية الحدود وهي تختلف في نظر الناس حسب حيواتهم، فالجائع يراها في الشبع، والظامئ يراها في شربة الماء ، والشبع الريان يراها في مبادئ الترف والمتمتع بهذه المبادئ يطلب السعادة في الثراء.

وهكذا نجد السعادة سلسلة من الأماني العقلية لا تقف عند حد فالذي لا يجد اللقمة يرى أن السعادة كل السعادة في الحصول عليها، فإذا حصل عليها خشنة أصبحت السعادة في نظره في اللقمة الناعمة، فإذا قدر له أن يحصل عليها انتقلت السعادة في نظره في الحصول على مذياع "راديو" فإذا حصل على هذا أيضا إلتمس السعادة في سيارة تظهره بالمظهر المرموق فإذا حققت له هذه الأمنية تطلع إلى عمارة فخمة يسكنها أو يستغلها وهكذا دواليك حتى لا يبصر السعادة إلا في جمع المال وتكديسه والاستزادة منه ما وجد إلى ذلك سبيلاً.

فالنظر إلى السعادة على هذا النحو مجلبة للشقاء، مدعاة للبؤس فإذا أردت أن تكون سعيداً بحق فلا تسرف في الآمال وانزع من نفسك الطمع؛ ولا تسمح لعقلك أن يتخيل أن غيرك أسعد منك حالاً وتتمنى أن تكون أسعد من سواك؛ فهذا التصور؛ وذلك التمنى يقللان من شعورك بالسعادة إن لم ينغصا عيشك ويكدرا حياتك.

معلومات أضافية

  • العــدد: 26
  • الزاوية: حديث الخميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي