الأربعاء, 24 أغسطس 2011 15:13

قسوة طبيب؟!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لا حديث للناس في سوق الليل هذا اليوم إلا عن الدكتور الذي ذهبوا إليه ظهرا لإسعاف مريض انتابها حال مفاجئ ما أحال سرور أهلها إلى بؤس وفرحهم إلى ترح فقد كانت شابة لم تبلغ العشرين.

فجأة وبدون مقدمات وهي في كامل الصحة أغمى عليها فجن جنون أهلها وارتفعت أصواتهم بصورة أزعجت الجيران الذين خفوا إليهم يسألون الأسباب ولم تمض دقائق على معرفة ذلك حتى هرولوا إلى أقرب دكتور في منطقتهم بل الدكتور الوحيد فيها ليستنجدوا به لإسعافها ولكن مع الأسف الشديد اعتذر عن مقابلتهم لأنه يريد أن ينام!!

نعم هذا اعتذاره رغم إلحاحهم عليه في الرجاء وشرحهم القصة والحالة والتوسل إليه بكل وسيلة.

لقد ظلوا يلحون عليه ويلحفون في الرجاء لأنه أقرب دكتور إلى دار المريضة ولكنه أصر ولم يصخ إلى رجاء وعندما عادوا إلى البيت ليطمئنوا على مريضتهم وجدوها قد فارقت الحياة وصعدت روحها إلى بارئها تشكو من قسوة الإنسان على أخيه الإنسان.

وجدتهم يتحدثون ويتساءلون هل نوم الظهر أو القيلولة أجدى على الإنسان من إنقاذ نفس ربما كان في الإمكان إنقاذها؟ وهل تبلغ القسوة بطبيب المفروض فيه أن يكون رحيما هذا المبلغ؟!

أليس واجبا على الطبيب المسارعة لإسعاف من يطلب إسعافه مهما كانت الظروف؟!

إنني أشاركهم هذه الأسئلة وأنقل هذا الحديث بأمانة إلى سمع معالي وزير الصحة كي يصدر بيانا إلى الأطباء عموما ليعرفه الشعب ويطالب بموجبه الأطباء أن على الطبيب – أي طبيب – المسارعة بإسعاف المريض – أي مريض – ولو جاءه الطالب نصف الليل فضلا عن وقت القيلولة حتى الأطباء الأجانب الذين يعملون لحساب أية جالية أجنبية فإن المفروض في كل من يرغب التمتع بمزايا الحياة في هذه البلاد أن يؤدي ما عليه من حقوق كما يؤديها المواطنون. أو يرحل غير مأسوف عليه.

إنني أنقل هذا الحديث إلى معاليه مع عجزي عن تصوير ما كان ينم عنه من آثار تفطر قلوب المتحدثين وتألم نفوسهم لهذه المعاملة، فمعاليه طبيب يدرك مدى خطورة جهل الطبيب بواجباته أو إهماله لها، كما يدرك مدى نفع معرفة هذا الطبيب بهذه الواجبات وجدوى مسارعته للإنقاذ..

وما دمت قد تعرضت لنقد قسوة طبيب فإنه لزاما علي أن أتعرض لإنسانية طبيب آخر وفي نفس الحادث فقد خف أهل المريضة بعد أن يئسوا من إقناع الطبيب الأول إلى دكتور آخر في أجياد وكان يتناول طعام الغذاء مع أهله فألقى اللقمة من يده – على حد تعبيرهم – وأسرع معهم لإسعاف مريضتهم ولكنه مع الأسف جاء بعد فوات الوقت.. إنه الطبيب الدكتور محمد زكي الطباع طبيب مستشفى أجياد الأمر الذي تركهم يلهجون بالثناء عليه والدعاء لجلالة الملك المعظم لاختياره مثل هذا الطبيب الإنساني.

صاد

معلومات أضافية

  • العــدد: 2060
  • الزاوية: أحاديث الناس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي