في عدد من المجالس تحدث كثيرون عن التطويف بالمسجد الحرام والشحاذة بالمطاف..
أما عن الشحاذة بالمطاف فإن هذه الأرتال من ذوي العاهات الذين يتخذون من المطاف وسيلة للشحاذة منظر مؤذ مقرف، وإذا نحن لم نستطع منع التسول منعا باتا فلا أقل من أن نحرمه في مناطق خاصة وأهمها المطاف وأبواب المسجد.
وعلى ذكر الشحاذة والشحاذين يحلو لي أن أسأل القائمين على تنفيذ أمر جلالة الملك بإنشاء ملجأ وجمع مثل هؤلاء العاجزين من ذوي العاهات فيه وتهيئة الحياة الكريمة لهم، ألم تتهيأ الأسباب لتنفيذ هذا المشروع قبل موسم الحج سيما بعد أن تمت بناية دار العجزة وكملت عمارتها.
وأما عن التطويف والفئة القائمة به الآن من اليمنيين وغيرهم ممن لا يحسنونه ولا يحفظون كلماته ولا يجيدون نطقها ويلحنون في الدعاء لحنا يؤذي الأسماع، ومن البديهي أن الحجاج لن يتصوروا بحال من الأحوال أن هؤلاء القائمين بالتطويف ليسوا من أهل مكة وأنهم من الأجانب عربا وعجما..
إن المفروض أن تكون مهنة التطويف خاصة بالسعوديين فإذا أردنا أن نجيز لغير السعوديين القيام بها فلا أقل من أن نعقد لهم اختيارا شديدا يخرجون منه مجيدين للمهنة وآدابها ودعائها الصحيح المطابق لقواعد اللغة والنحو لا الاكتفاء بشهادة مدرس واحد بأنه استمع إلى طالب الإذن له بالتطويف وقد يؤدي المدرس هذه الشهادة على طريقة تسهيل الرزق للفقراء والمساكين.
لابد من اختبار رهيب من لجنة مكونة من مندوب عن مديرية الحج وآخر عن رئاسات المطوفين وثالث عن الأمن العام ورابع عن المعارف وخامس عن رئاسة القضاة ليختبر عن أوليات التطويف وأنواع الطواف وأركانه وسننه وشروطه وواجباته ومبطلاته وعن الأدعية ونطقها الصحيح وليتحقق المباحث عن أسلافه وسلوكه وماضيه فإن السماح لكل من هب ودب بدون قيد ولا شرط بالتسلل بين الحجاج واللصوق بهم في حالة، أقرب ما تكون إلى الخشوع والاتجاه إلى الله خطر وأي خطر إن لم تظهر نتائجه الآن فمستقبلا ستظهر من غير شك.
إنني أهدي هذه الأحاديث إلى كل من مديرية الحج العامة وهيئات المطوفين ومديرية الأمن العام للتعاون على إصلاح الوضع والله الموفق للصواب.
صاد